درس فقه السيرة: الغايات والمقاصد للجذع المشترك

II – خصائص السيرة النبوية والغايات من دراستها:

1 – خصائص السيرة النبوية:

تتميز السيرة النبوية العطرة بالعديد من الخصائص التي تجعل النفس تشعر بالثقة والأمان والطمأنينة أثناء دراستها، وتقدم نموذجا مهما للعلماء، ومن أهم خصائصها:

  • صحتها: السيرة النبوية هي أصح سيرة وتاريخ لنبي ورسول، لأنها مؤيدة بالقرآن الكريم الذي ذكر الكثير من أحداثها، كما تم نقلها على يد الصحابة والتابعين بالتواتر، والذين نقلوا أحداثها الثابتة بكل أمانة، كما أن أحداثها تتسم بالمنطقية والموضوعية.
  • وضوحها: أي إن أحداثها مفصلة ودقيقة ومشروحة وواضحة ليس فيها غموض أو انقطاع في تسلسل الأحداث، بل تم ذكرها بالتفصيل منذ ولادته عليه الصلاة والسلام وحتى التحاقه بالرفيق الأعلى، كما وضّحت فيها شخصية النبي عليه الصلاة والسلام بشكلٍ تام.
  • العملية والواقعية: أي إنه رغم ما فيها من معجزات وتأييد بالوحي والكثير من الفتوحات والانتصارات، إلا أن أحداثها كانت منطقية، لم تُخرج الرسول عليه الصلاة والسلام من بشريته وإنسانيته، ولم تُظهره بمظهر الأساطير أو هالة التقديس كما ورد في سير بعض الأنبياء الآخرين التي تم نقلها بيد كتاب كتبوا على أهوائهم.
  • شموليتها: أي إنها تضم كل نواحي الحياة وتشملها، من علاقات اجتماعية وإنسانية، وتفاصيل الزواج والطلاق، والميراث، والمعاملات التجارية، ومعاهدات النبي ﷺ مع أعدائه، والجانب العسكري في شخصيته، وغيرها.

2 – الغايات والمقاصد من دراسة السيرة النبوية:

للسيرة النبوية فوائد وغايات جمة، من أهمها:

  • فهم شخصية الرسول ﷺ من خلال حياته وظروفه، وأخذ الدروس والعبر التي تضيء للمسلم الطريق وتورث محبته والقرب منه.
  • السيرة النبوية العطرة خير معين على فهم الأصل الأول “القرآن الكريم ”، حيث تساعد على حسن فهم معاني الآيات وتذوق روحها وإدراك مقاصدها وأسباب نزول بعضها.
  • السيرة النبوية تقدم للمسلم القدوة الحسنة في الحياة، من خلال الوقوف والإقتداء بمواقف الرسول ﷺ، وكيفية مواجهته وحسن تصرفه مع الأحداث التي مرت به، قال تعالى: ﴿لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾. سورة الأحزاب، الآية: 21.
  • إتباع سيرة الرسول ﷺ من مقتضيات الإيمان، ذلك أن الإيمان بالله والرسول ينبغي أن يتبلور في الإتباع العملي الكامل لرسول الله ﷺ فيما يبلغه عن ربه وفيما يشرعه ويسنه.
  • تعميق معرفة المسلم بدينه من خلال الثروة الفقهية المستنبطة من سيرة الرسول ﷺ، وبالتالي إكسابهم المناعة ضد كل أمراض الانحراف العقدي والسلوكي، ومواجهة كل أشكال الغلو والتطرف والعنف والإقصاء.
  • من هنا كانت دراسة السيرة مهمة لسائر فئات المجتمع ذكورا وإناثا حتى يقفوا على مظاهر الإقتداء به، ويكون لهم شرف التأسي به، وبذلك يحوزون القبول والرضا من الله عز وجل، ويكتب لهم شرف الخلود مع رسول الله ﷺ في جنات النعيم.

رابط التحميل من موقع البستان

20 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *