درس صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر للسنة الأولى باكالوريا

مدخل الاقتداء «صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر» (منار التربية الإسلامية)

الوضعية المشكلة:

بنود الصلح الذي عقد بين المسلمين وكفار قريش في صلح الحديبية كانت أغلبها من إملاء قريش، والطريقة التي كتبت بها وثيقة الصلح كانت توحي باستعلاء قريش وعجرفتها، وقد تنازل الرسول ﷺ إلى أقصى حد، وقبل بجميع الشروط التي اشترطها كفار قريش، ومع ذلك اعتبر الله عز وجل صلح الحديبية فتحا، حيث بعد الانتهاء من كتابة الوثيقة وأثناء رجوع المسلمين من الحديبية (دون التمكن من الوصول إلى بيت الله الحرام) نزلت سورة الفتح.

  • فكيف اعتبر صلح الحديبية فتحا رغم الشروط المجحفة في حق الرسول ﷺ والمسلمين؟
  • وكيف مهد صلح الحديبية لفتح مكة؟
  • وما هي الأسباب والدوافع وراء صلح الحديبية وفتح مكة؟
  • وما هي أبرز الأحداث التاريخية لصلح الحديبية وفتح مكة؟
  • وما هي النتائج التي تمخضت على كل من صلح الحديبية وفتح مكة؟

النصوص المؤطرة للدرس:

النص الأول:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.

[سورة يوسف، الآية: 100]

النص الثاني:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ۝ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ۝ وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ۝ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

[سورة الفتح، الآيات: 1 –  4]

النص الثالث:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «أَنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْهُمْ، أَوْ خَمْسِينَ رَجُلا، وَأَمَرُوهُمْ أَنْ يُطِيفُوا بِعَسْكَرِ رَسُول اللَّهِ، ﷺ، لِيُصِيبُوا لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأُخِذُوا أَخْذًا، فَأُتِيَ بِهِمْ رَسُول اللَّهِ، ﷺ، فَعَفَا عَنْهُمْ، وَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَقَدْ كَانُوا رَمَوْا فِي عَسْكَرِ رَسُول اللَّهِ، ﷺ، بِالْحِجَارَةِ وَالنَّبْلِ …».

[السيرة النبوية لابن اسحاق،تحقيق أحمد فريد المز يدي]

قراءة النصوص ودراستها:

I – توثيق النصوص والتعريف بها:

1 – التعريف بسورة الفتح:

سورة الفتح: مدنية، وعدد آياتها 29 آية، ترتيبها 48 في المصحف الشريف، نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية، بعد “سورة الجمعة”، وقد سميت بهذا الاسم لأن ‏الله ‏تعالى ‏بشر ‏المؤمنين ‏بالفتح ‏المبين، وهي تعنى بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه.

2 – التعريف بابن عباس:

ابن عباس: هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، صحابي جليل، وابن عم النبي ﷺ، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن، ولد ببني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، دعا له رسول الله ﷺ بسعة العلم، توفي سنة 68 هـ.

II – نشاط الفهم وشرح المفردات:

1 – شرح المفردات والعبارات:

  • خروا له سجدا: انحنوا له ساجدين.
  • تأويل رؤياي: تعبيرها وتفسيرها.
  • نزغ: أفسد وحرش.
  • فتحا مبينا: صلح الحديبية وفتح مكة.
  • يطيفوا: يحيطوا بهم.
  • ليصيبوا: ليمسكوا ويعتقلوا.

2 – مضامين النصوص الأساسية:

  1. تحقيق رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام بسجود أبويه وإخوته الأحد عشرة له.
  2. اعتبار صلح الحديبية فتحا وذلك لما تمخض عليه من نتائج كانت سببا في ذلك الفتح الأعظم.
  3. محاولة قريش إشعال نار الحرب بينها وبين المسلمين لكن الرسول ﷺ بحكمته وتسامحه حال دونها.

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 3.

رابط التحميل من موقع البستان

17 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *