حق الطریق
مدخل تمهيدي:
الطریق ممر عام لكل الناس.
- فكیف حرص الإسلام على حفظ حق الطریق؟
- وما هي هذه الحقوق؟
- وما سبل احترامها؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾.
[سورة الأحزاب، الآية: 58]
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَر».
[رواه البخاري]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة الأحزاب:
سورة الأحزاب: مدنية، عدد آياتها 73 آية، ترتيبها 33 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة آل عمران، سميت بهذا الاسم لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريظة وأوباش العرب على حرب المسلمين، لكن الله ردهم مدحورين وكفى المؤمنين القتال، تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة، فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء، وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة التي كانت متفشية في ذلك الزمان.
ب – التعريف بأبي سعيد الخدري:
أبو سعيد الخدري: هو سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الأنصاري، ولد سنة 10 قبل الهجرة بالمدینة، أسلم وهو صغير، شهد غزوة “الخندق”، توفي سنة 55 هـ بالمدینة، كان من كبار علماء الصحابة، ومن المكثرين في رواية الحديث، روى 1170 حدیثا.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- بهتانا: افتراء.
- بدّ: مناص ومهرب.
- أبيتم إلا المجلس: اضطررتم إلى الجلوس.
- غض البصر: خفضه.
- كف الأذى: إزال الأذى ومنعه.
2 – المعاني الأساسية للنصوص:
- نهانا الله تعالى عن إلحاق الضرر بالمؤمنین والمؤمنات مبینا جزاء من یقوم بذلك.
- نهي النبي ﷺ عن الجلوس في الطرقات إلا بإعطائها حقها.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – حرص الإسلام على حفظ حق الطریق:
الطریق: هي كل الممرات العمومیة التي یسلكها الناس كالشوارع والأزقة …، وقد جاءت الشریعة الإسلامیة لتحقیق مقاصد خمسة، وهي: حفظ الدین والنفس والعقل والمال والعرض. وفي هذا الإطار حذر الله عز وجل من إلحاق الأذى بالناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، قولا وفعلا حیثما وجدوا، سواء في البیت أو السوق أو الطریق، وسدا لذریعة الأذى نهى الرسول علیه السلام عن الجلوس في الطرقات إلا بإعطائها حقها.
II – حق الطريق في الإسلام:
- غض البصر: وذلك بحفظه عما حرم الله تعالى من النظر اليه، كتتبع عورات الناس …
- كف الاذى: ويقصد به اماطة الاذى عن الطريق (إثارة الفوضى، رمي الأزبال، التبول في وسط الطريق …).
- رد السلام: حيث أمر رسول الله ﷺ بذلك، وهو مبادلة السلام لمن ألقاه إليك.
- الأمر بالمعروف: دعوة الناس إلى خير تركوه كإجابة نداء الصلاة وغيره، ويكون الأمر بالمعروف باللين، وبالتي هي أحسن.
- النهي عن المنكر: العمل على تغيير كل مخالفة شرعية حسب الاستطاعة، ويكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد أو اللسان أو القلب.
- التواضع والوقار في المشي.
- عدم التكبر على أحد.
- السير على الجانب الايمن من الطريق.
- احترام قواعد السير وعلامات المرور.
- ارشاد الضال عن الطريق …
III – آثار احترام حق الطريق:
- خلق مجتمع متكافل ومتحضر.
- خلق علاقات طيبة بين افراد المجتمع.
- نظافة الطرقات.
- المساهمة في التقليل من حوادث السير.
IV – نتائج إهمال حق الطريق:
- إفساد جمالية الشارع.
- المس بكرامة وعفة الآخرين.
- عرقلة المرور وحوادث السير.
hahaha mersi