توجيهات الإسلام للاستفادة من وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة
مدخل تمهيدي:
تلعب الدوريات والجرائد والمجلات دورا كبيرا في نقل المعارف والخبرات، وفي فتح آفاق التواصل والتعارف بين الشعوب، لكنها تنحرف أحيانا عن الهدف منها في توجيه الرأي العام.
- فكيف نحمي شبابنا من مضارها؟
- وكيف نستفيد منها ونحسن استعمالها؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
[سورة البقرة، الآية: 129]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
[سورة الحجرات، الآية: 6]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة البقرة:
سورة البقرة: مدنية، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، سميت بهذا الاسم إحياء للمعجزة التي ظهرت في زمن موسى عليه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، سورة البقرة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
ب – التعريف بسورة الحجرات:
سورة الحجرات: مدنية، عدد آياتها 18 آية، ترتيبها التاسعة والأربعون في المصحف الشريف، نزلت بعد المجادلة، بدأت السورة بأسلوب النداء “يا أيها الذين آمنوا”، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي ﷺ، وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن، تتضمن السورة حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- وابعث فيهم رسولا منهم: دعاء لسيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام، وقد استجاب الله دعاءه حيث بعث رسولا وهو سيدنا محمد ﷺ، وهو المقصود هنا بالرسول.
- الكتاب: يعني القرآن الكريم.
- الحكمة: ما فيه من أحكام.
- يزكيهم: يطهرهم من المعاصي والذنوب.
- الفاسق: الشخص الغير الموثوق في صدقه وأمانته في نقل الخبر.
- نبإ: خبر.
- تبينوا: تتبثوا وتيقنوا من صحة الخبر.
- تصيبوا: تؤذوا وتظلموا وتعتدوا.
- بجهالة: بغير علم ودون قصد.
- نادمين: متأسفين على ما بدر منكم من إذاية الغير.
2 – المعاني الأساسية للنصوص:
- تبيانه عز وجل أن من وظائف الرسول ﷺ تعليم الناس آيات القرآن وما فيه من أحكام، وتطهيرهم من المعاصي والذنوب.
- وجوب التأكد والتثبت من خبر الفاسق تفاديا لظلم الناس والإساءة إليهم بغير علم.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة: مفهومها، منزلتها وفوائدها:
1 – مفهوم وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة:
وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة: هي تلك الوسائط التواصلية التي تعتمد كل ما هو مقروء ومكتوب في تبليغ المعرفة والخبر إلى جمهور القُرَّاءِ، وتعتبر الجرائد والمجلات والدوريات والكتب والمنشورات على اختلاف أشكالها ومضامينها وتوجهاتها أول وسيط إعلامي للإنسان، وهي وسيلة من وسائل التوعية وتنمية المعارف باعتبار قراءتها ثقافة وعلم ومعرفة وإدراك.
2 – منزلة الكلمة الإعلامية في الإسلام:
من أجل نعم الله تعالى على الإنسان نعمة البيان التي تميز بها عن سائر المخلوقات، وقد ترجمت هذه النعمة في لغات ووسائط إعلامية جمة، منها المكتوبة، وقد اهتم الإسلام بالوسائل المكتوبة والمقروءة نظرا لما يلي:
- لدورها في نقل القيم الدينية والأخلاقية والحظارية.
- لأن معجزة القرآن الخالدة كانت كتابا يهدي للتي هي أقوم.
- لأن آثارها تتجاوز الزمكان.
- اعتبرها من الصدقات الجارية.
3 – فوائد وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة:
- اكتساب المعارف والمعلومات.
- تنمية المستوى الفكري والثقافي.
- الإطلاع على أخبار العالم.
- تجديد المعارف.
- الإطلاع على تجارب الآخرين وثقافاتهم.
- تنمية الرصيد اللغوي.
- التحسيس بالأخطار والمشاكل المهددة للإنسان والبيئة.
- مؤانسة القارئ في الوحدة والوحشة …
II – كيف نستفيد من وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة؟:
تتوفر الساحة الإعلامية على كم زاخر من الكتب والمجلات والصحف والمقالات، تتضمن أفكار ومعلومات وأخبار وصور وتصورات، منها ما هو صالح ومفيد، ومنها ما هو طالح وضار، وللاستفادة من الإعلام المكتوب والمقروء لابد من التحري والتزام الضوابط والتوجيهات الآتية:
- اختيار المنشورات التي تلتزم الصدق والتحري والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات.
- قراءة ما ينفع ويفيد من الصحف والمجلاّت الثقافية والعلمية والتربوية.
- انتقاء الجرائد والمجلات التي تلاءم السن والمستوى الثقافي.
- الإكثار من الكتب التي تربط المسلم بربه..
- القراءة المتمعنة والدقيقة للكتب ومناقشتها مع الأصدقاء.
- اجتناب الصحف والمجلات التي تحمل دعوات معادية للدين والقيم الأخلاقية.
III – كيف نتجنب أضرارها؟ وما الآداب الواجب ترسيخها فيها؟:
1 – كيف نتجنب أضرار وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة؟:
إذا كان للخير أناس يدافعون عنه فإن للنشر أقوام ندبوا أنفسهم نوابا عن الشيطان للإفساد في الأرض، وما تركوا وسيلة إلا ووظفوها في نشر المنكر والفحشاء، ومنها الكتب والمجلات، فكيف نتجنب إذن أضرار هذه الوسائل:
- تجنب الكتب التي تنشر الرذيلة والفحشاء والكذب.
- مقاطعة الكتب والمجالات المنافية للدين الإسلامي، والتي تحمل بين طياتها دعوات معادية للتعاليم الإسلامية.
- تجنب قراءة التافه من الكتب والمجلات.
- ابعاد الأطفال عن القصص الغرامية والمجلات الهدامة للأخلاق.
- توعية الناس بمخاطر الكتب المنافية للتعاليم الإسلامية.
- اعتماد منهج المراقبة والمصاحبة، إذ على الآباء مراقبة أبنائهم ومعرفة ما يقرؤون ومشاركتهم القراءة، كما على المسؤولين منع بيع الكتب المنافية لتعاليم الدين الإسلامي.
2 – من آدابها وقيمها الواجب ترسيخها:
- الصدق والأمانة فيما يكتب ويقرأ في نقل الخبر وتلقيه وفي ضبط الرواية وتقييد السماع.
- النفع والقائدة بكتابة ما ينفع ويستفاد منه.
- التثبت والتأكد من صدق الخبر.
- الشعور بالمسؤولية وغرس قيم المسؤولية والمواطنة وتشجيع الحوار الهادف والعرض المقنع.
- إخلاص النية لله تعالى عند القراءة.
- استعمال القلم عند القراءة للتلخيص والتعليق والشرح والتوضيح والتشجير (جعل المعلومات في شكل في شكل شجرة أو خطاطة …).
موقع (www.mihfadati.com) هو أحسن موقع. استفيدوا منه أنتم كذلك