درس الكوارث الطبيعية (تعريفها وأنواعها) – مادة الجغرافيا – جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية

الكوارث الطبيعية (تعريفها وأنواعها)

تقديم إشكالي:

تتغير المنظومات البيئية بفعل الإنسان إما سلبيا أو إيجابيا، لكن الطبيعة مهما قويت تطلعات الإنسان للتحكم فيها وتحويلها لصلحه تظل باسطة سلطانها الذي يتخذ مظهرا غير متوقع وذي أضرار كبيرة، تلك هي الكوارث الطبيعية، فهي مجرد ظاهرات ككل الظواهر الطبيعية التي تنساب جوف وسطح كوكب الأرض.

  • فما المقصود بالكوارث البيئية؟
  • وما تأثيراتها المرتقبة؟

I – معرفة مفهوم الكوارث الطبيعية ومخاطرها:

1- معرفة الكوارث ذات الأصل المناخي:

الكوارث ذات الأصل المناخي: هي التي تحدث بسبب عوامل مناخية، أو قد تكون للعوامل المناخية دخل في حدوثها، وتتجلى هذه الكوارث في الفيضانات المحلية والعواصف الثلجية، والحرائق الناتجة عن الجفاف، والأعاصير، وهي زوابع تدور فيها الرياح المحملة برطوبة كبيرة بسرعة تتراوح ما بين 120 و300 km/h حول منطقة هادئة تسمى عين الإعصار، وتتكون بالعروض المدارية التي تتجاوز بها حرارة السطح 27º، وتنتج عن العواصف عواقب وخيمة، مثل: عاصفة سنة 1999م بفرنسا التي خلفت ورائها 300 مليون شجرة مقتلعة، وضياع 70% من المخزون الوطني من الأخشاب، إضافة إلى مئات الأفراد تعرضوا للموت وخاصة في الغابات، وإعصار ميتش سنة 1998م بأمريكا الوسطى الذي خلف 11677 ضحية.

2 – معرفة الكوارث ذات الأصل التكتوني:

الكوارث ذات الأصل التكتوني: هي الكوارث التي تحصل لأسباب مرتبطة بالأرض نفسها، وأهم هذه الكوارث الزلازل والبراكين، وتعد الزلازل واحدة من الكوارث الطبيعية المدمرة، والتي يرتبط مدى تدميرها بقوة قياسها، ويمكن تعريف الزلزال على أنه اهتزاز سريع ومفاجئ يحصل للأرض يسبب تحرك الصفائح الأرضية، حيث تنتشر هذه الكوارث في أمريكا وأوراسيا وإفريقيا، إذ تعرف هذه المناطق صفائح تكتونية، وهي أجزاء صلبة وسطحية من القشرة الأرضية التي تشكل الأجزاء الفاصلة فيما بينها مناطق لانتشار الزلازل، ومن أهم هذه الزلازل: زلزال طايوان في 21 شتنبر 1999م الذي ضرب بقوة 7,5 على سلم ريشتر، والذي نتجت عنه أضرار قوية، منها ظاهرة تسونامي بجنوب شيلي في سنة 1960م، حيث ضرب زلزال قوي أدى إلى حدوث خسائر جسيمة، وانكسار أمواج ضخمة على طول شواطئ الشيلي، حيث قتل مئات الأشخاص، والتسونامي: ظاهرة طبيعية ناتجة عن الزلازل التي تكون بؤرها بالمحيطات أو البحار، إذ تحدث الهزات الأرضية تموجات تنتشر في كل الاتجاهات تتحول إلى أمواج عاتية يزيد ارتفاعها عن 20 متر إلى 30 متر بالشواطئ القارية، أما البراكين فتشكل مصدر ثورة بالنسبة لدول أمريكا الوسطى نظرا لازدهار مزارع  البن على التربة البركانية، مما يجعل جمهورية سالفادور أحد أكبر منتجي البن في العالم، كما يستفيد فلاحي المكسيك من استغلال البراكين الخامدة للاستفادة من خصوبة اللافا.

3 – معرفة الكوارث ذات الأصل البيولوجي:

  • انتشار وباء الملاريا بالدول الإفريقية، وهو مرض ينتقل إلى الإنسان عبر لعاب أنثى البعوض، يتعرض للعدوى حوالي 240 من سكان الأرض، يوجد ما بين 90,80% منهم بإفريقيا جنوب الصحراء.
  • ظهور العدوى بداء السيدا سنة 2000م بإفريقيا من 1 نسمة إلى 5 نسمة، وهو داء فقدان المناعة، وهو مرض خطير تنتقل العدوى فيه عن طريق الدم أو الاتصال الجنسي، يصيب حوالي 14000 شخص بإفريقيا السوداء كل يوم.

II – الطرق المعتمدة لمواجهة الإنسان للكوارث الطبيعية:

1 – اكتشاف الطابع الكوني لظاهرة الكوارث الطبيعية:

ينتج عن وقوع الكوارث الطبيعية المناخية، التكتونية، البيولوجية إلى حدوث وفيات سنويا، حيث نتج عن زلزال كوبي بدرجة 7 على سلم ريشتر قتل 6000 فرد، وزلزال كواجارات في قتل 300.000 فرد بالهند، ثم البراكين: انفجار بركان جبل سانت هيلينا في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1985م تسبب في مقتل 60 فردا، وفي انفجار بركان “نيفبولريز” بكولومبيا سنة 1985م في مقتل 22.000 فرد، ويعزى الفرق بين الحالتين في الإنذار وإجلاء السكان والإسعافات في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم الإنذار في كولومبيا.

2 – معرفة مواجهة الدول المتقدمة للكوارث الطبيعية:

تعد مواجهة الكوارث الطبيعية إحدى قضايا العلاقات الدولية المعاصرة التي أكدت على أهمية التعاون الدولي كإطار للتفاعلات الدولية، وتوضح الخبرة السياسية في هذا المجال أن الجوانب المتعلقة بهذا التعاون لا تقتصر على التعاون الدولي في مجال تقديم الإغاثة الإنسانية بعد وقوع الكوارث الطبيعية، ولكن تشكل جهود المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في وضع هذه القضية على أجندة المجتمع الدولي، والسعي إلى الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، أمرا مهما وذلك من خلال تبنى إستراتيجية دولية للحد من الكوارث تستند إلى دراسات علمية موثقة وقاعدة بيانات متجددة، تشمل كافة الظواهر الطبيعية المسببة لهذه الكوارث الطبيعية، كما أن هذه الدراسات شملت العوامل والأسباب التي هي من صنع البشر، والتي تؤدى إلى زيادة مخاطر الكوارث الطبيعية، وذلك من أجل التعامل معها وتحييد تأثيرها في هذا المجال وقد ساعدت هذه الجهود على إيجاد آليات للإنذار المبكر تساعد على التنبؤ بوقوع الكوارث الطبيعية قبل حدوثها بوقت ملائم، مما يساعد على اتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من مخاطر هذه الكوارث والتقليل من الخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها.

3 – معرفة مواجهة الدول النامية للكوارث الطبيعية:

تتعرض الدول النامية لكوارث طبيعية مختلفة التي تخلف أخطار مرتبطة بالمناخ (لتصحر)، وأخطار مرتبطة بالصفائح التكتونية، وأخطار مرتبطة بالفيضانات، كبنكلاديش التي غمرتها الفيضانات، ثم كارثة ميتش في أمريكا الوسطى، لكن الدول النامية تعجز عن مواجهة هذه الكوارث نتيجة عجزها عن إنذار السكان لانعدام التكنولوجية اللازمة، ولا وسائل لتنظيم إجلاء السكان على نطاق واسع نحو الملاجئ، نظرا لندرة الطائرات المروحية ووسائل الاتصال اللاسلكية، وكذا  عدم وجود تأمين للسكان.

خاتمة:

أثارت الكوارث الطبيعية وبعض الظواهر المناخية المتكررة التي شهدها العالم خلال الفترة الماضية إهتمام أغلب المهتمين بالشأن المناخي وعلماء الأرض نظرا للتغيرات السريعة والكبيرة حسب ما يراه المختصون.

رابط لتحيل من موقع البسان

5 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *