درس الرسول ﷺ في بيته للسنة الأولى باكالوريا

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – الرسول ﷺ الإنسان:

سيرة الرسول ﷺ تحكي حياة إنسان أكرمه الله تعالى بالرسالة، ولم يخرجه من إنسانيته، بل جعله نموذجا للكمال البشري، وتطبيقا عمليا لتعاليم الإسلام الظاهرة والباطنة، ومن أهم تجليات إنسانية الرسول ﷺ تزينه بمكارم الأخلاق التي زكاه بها الله تعالى، حيث قال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، فالرسول ﷺ يعتبر قدوة عملية لكل إنسان، فهو الشاب الأمين، والزوج الرفيق، والأب الحنون، والقائد العادل، والتاجر الصادق، والجار الكريم، قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

II – سمو أخلاق الرسول ﷺ في معاملة أهل بيته:

لقد كان النبي ﷺ أسوة لجميع المسلمين في معاملتهم لأهل بيتهم، سواء أكانوا أزواجا أم أبناء أم خدما، ومن تجليات ذلك:

  • معاملته لزوجاته: يعتبر النبي ﷺ هو النموذج البشري الأسمى والأرقى في معاملته لزوجاته، كيف لا وهو القائل: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».
  • معاملته لأولاده وأحفاده: لقد كانت علاقة الرسول ﷺ بأبنائه وأحفاده علاقة قائمة على المحبة والاحترام والحنان، ففي حديث عائشة رضي الله عنها، قالت وهي تحكي عن علاقة النبي ﷺ بابنته فاطمة رضي الله عنها: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا وَأَخَذَ بِيَدِهَا فَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ».
  • معاملته لخدمه: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ، لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ، لِمَ تَرَكْتَهُ؟».
  • مشاركته لأهل بيته: عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ»، وروى أَحْمد وبن سعد وَصَححهُ بن حِبَّانَ مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ».

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 2 من 3.

رابط التحميل من موقع البستان

3 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *