درس البعث والحساب للجذع المشترك

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – الإيمان بالبعث وأهميته:

1 – مفهوم  البعث و الحساب  و الأدلة عليهما:

البعث: هو انشقاق القبور وخروج الناس منها للحساب بعد إعادة الأجساد التي أكلها التراب، وهي أجساد غير الأنبياء والشهداء، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾. سورة الروم، الآية: 27، وقال تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾. سورة التغابن، الآية: 7، قال ابن منظور: “البعث: الإحياء من الله تعالى للموتى، وبعث الموتى نشرهم ليوم البعث”.

2 – مفهوم الحساب:

الحساب: لغة: العد، واصطلاحا: هو يوم الجزاء الذي تعرض فيه الأعمال سواء كانت خيرا أو شرا، وتوزن بميزان، توضع الحسنات في كفة، والسيئات في الكفة الأخرى، قال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾، وقد ورد هذا اليوم في القرآن الكريم بأسماء عديدة، منها:

  • يوم القيامة: لأن فيه يقوم الناس للحساب.
  • يوم النشور: لأنه اليوم الذي تنشر فيه الصحف المتضمنة للأعمال.

3 – الأدلة النقلية والعقلية على البعث والجزاء:

يعتبر الإيمان بالبعث والجزاء من أركان العقيدة الصحيحة، وقد أكد القرآن الكريم على هذا الركن وبين أهميته، ورد على المنكرين له بمجموعة من الأدلة تثبت أنه واقع لا محالة، ومن هذه الأدلة:

  • الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة.
  • الاستدلال على البعث بخلق السموات والأرض.
  • الاستدلال على البعث بإحياء الأرض الميتة.
  • احياء الله لبعض الموتى في الدنيا (قصة البقرة مع بني إسرائيل وموسى عليه السلام).
  • تنوع الأساليب البلاغية في عرض آيات البعث والرد على المنكرين لها.

II – أثر الإيمان بالبعث والحساب على سلوك الإنسان:

لم يخلق الله تعالى الإنسان في هذا الكون عبثا وإنما خلق لغاية وهدف لابد أن يسعى إليه، وهي عبادة الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، ولذلك جعلت هذه الدنيا دار امتحان وابتلاء وعمل، قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾، فالإيمان بالبعث والجزاء يحقق آثار ا كثيرة، منها:

  • تحقيق صفة من صفات الله تعالى وهي العدل: التي تستدعي عدم المساواة بين المسلمين والمجرمين، قال تعالى: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
  • الخشية من شدة الحساب وسعير العذاب.
  • استحضار مراقبة الله تعالى في الأقوال والأفعال .
  • التمسك بالعبادات وفعل الطاعات.
  • الاستعداد للوقوف بين يدي الله عز وجل.

رابط لتحيل من موقع البسان

46 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *