تحضير النص القرائي مسيرة امرأة للثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

مسيرة امرأة

درس في مادة اللغة العربية، مكون النصوص القرائية، وحدة المجال الاجتماعي والاقتصادي، حول النص القرائي “مسيرة امرأة”، لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.

النص القرائي “مسيرة امرأة”:

يكمن نجاحي المهني في الصورة الإيجابية التي وجدتها في المحيط الذي عشت فيه، والتي حفزتني على الانطلاق قدما إلى الأمام، وأنا مدينة بهذا النجاح لعدة أشخاص وعدة عوامل، فأنا مدينة بنجاحي أولا إلى أبوي، وخاصة أبي الذي كان يردد دائما عدم وجود أي فرق بين البنت والولد، وقد كانت أمنيته أن يرى بناته يواصلن دراستهن إلى أبعد الحدود، كان موقفه هذا محفزا لي بصفتي أكبر بناته، ودفعني كي أكون في مستوى تطلعاته، وأنا مدينة بنجاحي كذلك إلى زوجي الذي لم ينصع لأداء الدور التقليدي لزوج تخدمه زوجته، والذي قبل بمحض إرادته أن يعيش مع امرأة مهنية، مع كل ما يلزم هذا الوضع من اقتسام المهام داخل البيت وتوزيع المسؤوليات في تربية الأطفال، وتدبير الوقت قصد تخصيص جزء منه للبحث والدراسة، يرجع نجاحي إلى مجهوداتي الشخصية وإلى مزاجي الذي يرفض الاستسلام، مما جعل من العمل شغفا بالنسبة لي.

في بداية شبابي، كان علي أن أتخطى أسوار خجلي،  ولم يتيسر لي ذلك عندما توضح لي أن المجتمع والعائلة تلقائيا لا يربيان الفتيان والفتيات بنفس الطريقة، إذ غالبا ما تربى البنات على الحشمة والوقار، وهي سمة حيائهن وتخلقهن، فأصبح التحدي بالنسبة لي هو خرق الحاجز النفسي للصمت وتناول الكلمة في أماكن عمومية ومهنية، غالبا ما تكون ذكورية، وعندما حطمت هذا الحاجز شعرت بحرية، وحريتي المكتسبة هذه هي أبطلت مفعول النظرات المعادية للأنوثة المصوبة نحوي.

لقد تبين لي مع الوقت، أن الحاجز الأساس الذي كان يقف ضد تقدمي كان في ذاتي، وأن التخلص منه أساس أول خطوة لتغيير محيطي الاجتماعي وتغيير صورة المرأة حولي، والإسهام في تغيير نظرة المجتمع للنساء.

إن التحولات المتعلقة بوضعية المرأة هي تحولات لا رجعة فيها، لقد انطلق مسلسل التغيير على مستوى الواقع المعيش للنساء، حيث أصبح حضورهن مكثفا أكثر فأكثر في سوق العمل، مع استثمار مجالات جديدة في هذا الميدان، وأحدث هذا انقلابا في العلاقات بين الجنسين خارج الأسرة وداخلها، كذلك أصبحت النساء المهنيات ينتظمن، حيث خرجت للوجود جمعيات مهنية نسائية عديدة.

ولكن، مع ذلك، لم يسمح بروز النساء في مختلف المجالات المهنية بتعددهن في مناصب المسؤولية والقرار، ويعزى هذا لعدة أسباب، نذكر منها: التنافس حول مناصب (السلطة)، والصعوبة في إرساء ثقافة (الاستحقاق)، بالإضافة إلى الأفكار المسبقة المعششة في العقليات الاجتماعية، والتي تروج صورا سلبية عن النساء، لكن وعي النساء المهنيات يمثل في حد ذاته عنصرا حافزا على التغيير.

رحمة بورقية، عن “النساء الموظفات في المغرب”. ص 81 – 83، (بتصرف).

I – عتبة القراءة:

1 – ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:

أ – صاحب النص:

ولدت رحمة بورقية عام 1949 بالخميسات، أكاديمية وباحثة اجتماعية مغربية، تشغل بورقية منصب رئيسة جامعة الحسن الثاني في المحمدية، حصلت رحمة بورقية على شهادة الثانوية من مدرسة ابن الخطيب ومن ثمّ التحقت بكلية محمد الخامس في الرباط لدراسة الفلسفة، وحصلت أيضاً على شهادة في علم الإجتماع، كما نالت شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة العام 1987، ومنذ عام 1977 عملت الدكتورة في مجال التعليم فدرّست مادة الفلسفة في المرحلة الثانوية ثم عملت كأستاﺫة في علم الإجتماع في قسم علم الإجتماع في جامعة محمد الخامس، وفي عام 1998 تم اختيارها لشغل منصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك الحسن الثاني بالمحمدية وبقيت في هذا المنصب لغاية العام 2002، وهي عضو في مجلس المغرب الأعلى للتعليم، وتعتبر رحمة بورقية خبيرة في مجال حقوق المرأة في المغرب والعالم العربي، وقد شاركت في تبني قانون الأسرة الجديد في العام 2003 بصفتها عضو في اللجنة التي استحدثت لمناقشة وضع المرأة في المغرب، وقد اعترف هـﺫا القانون بالمساواة بين الرجال والنساء.

للباحثة رحمة بورقية مجموعة من المراجع والمقالات التي كتبت باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، ومنها: الدولة، السلطة والمجتمع – النساء، ثقافة ومجتمع المغرب العربي – المرأة والخصوبة – المجتمع، الأسرة، المرأة، والشباب – التراتبية الاجتماعية – القيم: التحولات والآفاق – النساء الموظفات في المغرب.

ب – مجال النص:

النص ينتمي إلى المجال الاجتماعي.

ج – مصدر النص:

أخد النص من كتاب «النساء الموظفات في المغرب» وهذا مؤشر على أننا سنتحدث عن المسار المهني للمرأة المغربية.

د – نوعية النص:

مقطع من سيرة ذاتية ذات بعد اجتماعي.

هـ – العنوان (مسيرة امرأة):

  • تركيبيا: يتكون عنوان النص من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا من نوع الإضافة المعنوية التي تفيد التخصيص، (يتكون من مضاف (مسيرة) ومضاف اليه (امرأة)).
  • معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي.
  • دلاليا: يقصد به المشوار المهني الخاص بامرأة، ونعني المرأة المغربية.

و – بداية النص ونهايته:

  • بداية النص: تشير إلى أهمية المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه المرأة في تحقيق نجاحها المهني.
  • نهاية النص: تشير إلى الصعوبات التي تتعرض المرأة المغربية في بلوغ مركز السلطة والقرار.

2 – بناء فرضية القراءة:

انطلاقا من المؤشرات السابقة نفترض أن موضوع النص يتناول نجاح المسار المهني للمرأة المغربية.

II – القراءة التوجيهية:

1 – الايضاح اللغوي:

  • المحيط: الوسط الاجتماعي.
  • حفزتني: شجعتني.
  • تطلعات: طموحات.
  • لم ينصع: لم يعترف ولم يؤدّ.
  • تدبير الوقت: تنظيمه وحسن تسييره.
  • يُعزى: يعود ويرجع سببه إلى …
  • ثقافة الاستحقاق: تقصد بها الكاتبة الوعي بأن المهن يجب أن تسند إلى من يستحقها ذكرا كان أو أنثى.
  • إرساء: تثبيت.
  • سمة: علامة أو صفة.

2 – المضمون العام للنص:

سيرة امرأة مغربية ناجحة في مسارها المهني والعوامل التي ساعدتها، ثم العراقيل التي تعترض سبيل مثيلاتها من النساء في بلوغ مراكز القرار.

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 2.

رابط التحميل من موقع البستان

110 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *