تحضير النص القرائي إشعاع الحضارة المغربية للثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

إشعاع الحضارة المغربية

درس في مادة اللغة العربية النصوص القرائية وحدة المجال الحضاري النص القرائي إشعاع الحضارة المغربية لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.

النص القرائي “إشعاع الحضارة المغربية”:

المغرب هو القطر العربي الوحيد الذي يملك منفذا مزدوجا يطل على محيطين عالميين، وقد تعزز هدا الوضع  الاستراتيجي يوم أصبح مضيق جبل طارق ممرا حيويا بين أقطار المتوسط والعالم الجديد، وما لبث المغرب أن اضطلع-بفضل هدا الوضع الممتاز بمهمة الوساطة بين عالمين، حيث أصبح نقطة اتصال بين حضارتين ما فتئتا تتفاعلان مند قرون، ولعل هذه الميزة هي التي ساعدت على إشعاع حضارتنا فيما وراء البحار، حيث تجاوبت أصداؤها في العالم الجديد منذ القرن السادس عشر بعد أن اخترقت مجاهل بحر الظلمات، فالمغرب لم ينعزل عن العالم العصري، ولم يهمل كذلك تطور السياسة الأوربية والأمريكية، بل تتبع بكامل الاهتمام، وأكيد العطف حركة تحرير شعوب ما وراء الأطلسي، وقد كان المغرب في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

ومنذ القرن السادس عشرة أمكن للحضارة المغربية التي كانت إلى ذلك التاريخ منحصرة في البحر المتوسط أن تدخل أمريكا الجنوبية بواسطة البرتغاليين، فقد تلقت البرازيل تأثير المدنية الأندلسية، فاتسمت جميع مظاهر الحياة الاجتماعية الأمريكية بطابع مغربي، وتقنعت المرأة البرازيلية على طريقة زميلتها المغربية، وكيفت أسلوب حياتها مثل المرأة الصقلية المسيحية تكييفا شبيها بما عهد في الأندلسيات والمغربيات، وأصبحت أشياء كثيرة في البرازيل صورة لما كان عليه مجتمعنا في العصور الوسطى من أناقة النساء الأرستقراطيات في الحواضر، واتخاذهن الطنافس الوثيرة للجلوس بدل المقاعد الخشبية إلى غير ذالك من طرائق الحياة الفردية ومناهج الفلاحة والغراسة فى البادية، فبالرغم من اختلاف الطقس، استخدم الفلاح الأمريكي أجهزة الفلاحة المغربية وأساليبها، وانتشر استخدام الطواحين الهوائية في مجموع أنحاء أمريكا الجنوبية مع جميع ما ينطوي عليه نظام الري عندنا (السواقي والآبار … إلخ)، وقد نقل المعمرون البرتغاليون إلى أمريكا جميع ما أنجزه المغاربة في القسم الجنوبي من الأندلس، من مصانع السكر والقطن إلى مزارع الحوامض ودودة القز (كانت 3060 قرية أندلسية تتعاطى تربية دودة القز)، على أن اللغة الإسبانية الأمريكية تنم عن الآثار التي تركتها حضارتنا في الميدان الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بأمريكا، فالإصلاح الأمريكي في المياه والسقي والري معظمه عربي، وكثير من الأزهار والنباتات العطرية مازالت تحمل في إسبانيا وأمريكا أسماء عربية، أضف إلى ذلك ما يمس الحلي والمصوغات، كما أن الشبه وثيق بين المغرب وأمريكا الجنوبية في ميدان الهندسة المعمارية حيث لا تختلف في البلدين أساليب البناء في الكنائس والأديرة والمنازل والحمامات …، ويضيق المجال عن تعداد المناحي التي تجلت فيها آثار الحضارة المغربية الأندلسية بأمريكا، فحتى أساليب الطبخ وأسماء العائلات لا تختلف في أمريكا عنها في المغرب، ووحدة أصول العائلات العربية تفسر لنا نجاح الهجرة العربية إلى أمريكا لاسيما العناصر السورية واللبنانية التي أسهمت مع المغاربة منذ العصر الأموي في تكييف الحضارة الأندلسية.

عبد العزيز بن عبد الله، تاريخ الحضارة المغربية، الجزء 1، دار السلمي، 1962، ص 73-75 (بتصرف).

I – عتبة القراءة:

1 – ملاحظة مؤشرات النص:

أ – صاحب النص:

مراحل من حياتهأعماله
  • ولد عبد العزيز بنعبد الله في عام 1923.
  • نال شهادة الباكالوريا سنة 1943م وشهادتي الليسانس في الآداب والحقوق عام 1946م.
  • عمل أستاذا للحضارة والفن والفلسفة بكلية الآداب (جامعة محمد الخامس)، وأستاذا بجامعة القرويين ودار الحديث الحسنية.
  • حاصل على شهادة الاستحقاق الكبرى بالمغرب مع الوسام الذهبي للأكاديمية المحدثة المغربية.
  •  عضو منتخب في المعهد البيوغرافي الأمريكي سنة 2001م.
  •  توفي رحمه الله يوم 5 فبراير 2012.
  •  تاريخ الحضارة المغربية.
  •  الموسوعة المغربية للأعلام الحضارية والبشرية.
  •  معلمة المدن والقبائل.
  •  معلمة الصحراء.
  •  تاريخ المغرب.
  •  معلمة الفقه المالكي.
  •  الطب والأطباء بالمغرب.
  •  معجم الفيزياء.
  •  معجم الكيمياء.
  •  حقوق الإنسان ومبادئ الإسلام.

ب – مصدر النص:

اقتبس النص من كتاب «تاريخ الحضارة المغربية» وهو عنوان يناسب عنوان النص وموضوعه.

ب – مجال النص:

النص ينتمي إلى مجال القيم الحضارية.

ج – العنوان (إشعاع الحضارة المغربية):

  • تركيبيا: يتكون العنوان من مركب إضافي المضاف (إشعاع) والمضاف إليه (الحضارة) واسم منسوب (المغربية) وهو صفة للحضارة، ويمكن أن يصير العنوان مركبا إسناديا بتقدير المبتدإ المحذوف بقولنا: هذا  إشعاع الحضارة (المغربية) أي جملة اسمية من مبتدإ وخبر.
  • دلاليا: العنوان يؤشر على أن الكاتب سيتحدث عن مظاهر وتجليات انتشار الحضارة المغربية في العالم.

د – بداية النص ونهايته:

  • بداية النص: تشير إلى الامتياز الجغرافي والاستراتيجي الذي يحظى به المغرب.
  • نهاية النص: تشير إلى تأثير الحضارة المغربية في أمريكا.

هـ – العلاقة التي تربط بين بداية النص ونهايته:

العلاقة التي تربط بين بداية ونهاية النص هي علاقة انسجام وتكامل باعتبار أن الموقع الجغرافي الذي حبا به الله تعالى المغرب ساهم في إشعاع حضارته بين دول العالم.

و – نوعية النص:

مقالة تنتمي إلى المجال الحضاري.

2 – بناء فرضية القراءة:

بناء على قراءة العنوان وبداية النص ونهايته نفترض أن موضوعه يتناول الحضارة المغربية ومظاهر إشعاعها.

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 4.

رابط لتحيل من موقع البسان

66 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *