ملخصات دروس التربية الإسلامية الخاصة بمكون الحكمة لتلاميذ المستوى السادس الابتدائي، للدورتين الأولى والثانية، حيث تشمل الدروس التالية:
حُرمت امرأة عمران عليه السلام من نعمة الأمومة مدة طويلة، ثم بعد أن وهبها الله نعمة الولادة، قابلتها بمزيد من الشكر، فنذرت ما في بطنها لله، ليكون واحدا من خدام بيت المقدس. وبينما كانت تعيش في غمرة تلك الفرحة (فرحة الجنين)، ابتليت بموت زوجها عمران عليه السلام، كما ابتليت بأن رزقها الله مولودا أنثى، والأنثى لا تصلح للوفاء بنَذرها، لأن خِدْمَة بيت المقدس كانت مقصورة على الذكور دون الإناث، لكنها قابلت النعمة بالشكر وقابلت ابتلاء الله لها بالصبر، فرضيت بقضاء الله وسمتها مريم، وتوجهت إليه متضرعة بقبولها وإنباتها نباتا حسنا، فاستجاب الله لدعائها، لتصبح مريم من سيدات نساء أهل الجنة وأما لرسول الله عيسى عليه السلام.
يقول الله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (37) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ (سورة آل عمران).
آتى الله إبراهيم من لدُنهُ حكمة، وحجّة بالغة، فأرسله نبيّاً إلى قومه، يدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهّار. فابتدأ إبراهيم دعوته بأبيه الذي كان نحّات أصنام يعيش مما ينحت من تماثيل يتّخذها قومُه آلهةً يعبدونها من دون الله. ومهّد إبراهيم لدعوته أباه آزر، تمهيداً رفيقاً، فيه أدب وتلطُّفٌ، فأثار فيه عاطفته كأب، وخاطبه بالحسنى، ومنتهى التهذيب، والأدب الجميل. وشرح له أن هذه الأصنام التي لاتدفع عن نفسها أو عن غيرها ضُرّاً، لا تُسدي لهم نفعاً. لكن الأب رفض أيةَ شروحات وتشبت بإشراكه وضلاله. رغم هذا لم ييأس إبراهيم عليه السلام من دعوة أبيه واستمر يتلطّف في دعوة أبيه الذي هدّده بالطردٍ والهجرانٍ وبالرجم والإبعاد، ليتأكدَ إبراهيم عليه السلام أن الهداية بيد الله يهدي من يشاء، فاستغفرَ اللهَ لأبيه ودعا له بالعفو والمغفرة، واعتزل أباه كي لا يكون له مُعِينا على الكفر.
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ العلمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)﴾ (سورة مريم).
من خلال أسلوب إبراهيم عليه السلام في الحوار يمكننا أن نستخلص بعضا من آداب الحوار التالية:
الصفحة: 1 2