كان آلُ ياسر أهلَ بيت إسلام، ومن الأوائل الذين اتبعوا هَدْيَ رسولِ الله وآمنوا به، فتعرضوا للتعذيب والتَّنْكيلِ من قِبَلِ بَنِي مَخْزومٍ الذين خرجوا بِعَمّار بن ياسر وأبيه وأمه وعذبوهم، فقتَل أبو جهل أمَّ عمار حيث طعنها، وبذلك تكون أول شهيدة في الإسلام. ورغم التعذيب واجه آلُ ياسر كفارَ قريش بالصبر والتحمل، فاحتضنهم الرسول بالمواساة ووعدهم بالجنة. وكان ذلك هو جزاء من يحتسب ويصبر على الابتلاء. فعلى المؤمن أن يقتديَ بالتخلق بالصبر عند الابتلاء ولا ييأس، كما صبر الرسولُ والمؤمنُون الأولون.
عند تبليغ الرسول لرسالته ودعوة قومه إلى التوحيد، تعرض لأذًى شديدٍ منهم ومن مخالفيه، فقابل أذاهم وإعراضهم بالحِلم والعفو والرحمة والصفح الجميل، قبل الدعاء عليهم، كما حرص على هدايتهم. فعلى المؤمن أن يقتديَ بالرسول في حِلْمِه وصبرِه وورحمتِه وأن لا يكون لعانا أو غليظ القلب.
من علامات إيمان المؤمن حُبُّه لله تعالى ولرسوله الكريم، ومن علامات هذا الحب ذكرُ الله كثيرا، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وطاعته والاقتداء به، في صبره وحلمه ورحمته، والإلتزام بهديه والتخلق بأخلاقه العظيمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عَلَيَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه عشرَ صلواتٍ” وقال أيضا: “البخيلُ الذي مَنْ ذُكِرْتُ عنده ولم يصلِّ عَلَيَّ”.
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
شكرا على هذه حفظ الدروس
شكرا
انه هذا الموقع رائع