درس مهارة وصف الشخوص والأمكنة للثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

VI – نماذج للتطبيق والاستئناس:

1 – النموذج الأول: وصف شخص:

مدرس اللغة الفرنسية رجل نحيل، يميل وجهه إلى العرض أكثر مما يميل إلى الطول، يلبس على رأسه العريض طربوشا شديد القصر، فكان يبدو لنا كما لو كنا نراه مجلوا في مرآة مشوهة … قصير القامة، يرتدي برنسا دون جلباب، يحلو له دائما أن يرمي بجناحيه معا إلى الوراء، ويعقد عليهما يديه النحيلتين المشعرتين، وكان شعر ذقنه الحليق كثيفا يتطاول فيكاد يصل إلى عينه، وينحدر إلى مسافة بعيدة مع عنقه. شديد سواد شعر الحاجبين، وله عينان حادتان قلقتان، وأنف أفطس. وكان صوته قويا حادا، وبذلك كان مجرد النظر إليه – وهو يذرع الفصل – يغريني بأن أسترسل في الضحك دون أن أعرف لماذا، ولهذا كنت أحرص حرصا شديدا على ألا أنظر إليه.

في الطفولة لعبد المجيد بن جلون.

2 – النموذج الثاني: وصف مكان:

يتألف المنزل من دورين وتوجد في الدور الأول غرفة الاستقبال ذات المقاعد الوثيرة، وقد زينت جدرانها بالصور. وتقع فيها العين هنا وهناك على تمثال صغير أو باقة من الزهور أو تحفة صغيرة تسترعي الأنظار. ويوجد بها إلى جانب ذلك حاك ومجموعة كبيرة من الأسطوانات، ثم تليها غرفة الجلوس العادية، وبها بعض المقاعد والكراسي، ومنضدة قد تراكمت عليها الصحف، وفي الزاوية رفوف عليها كتب. ثم غرفة المائدة وفيها مائدة كبيرة مربعة تحيط بها الكراسي، وعلى أحد الحيطان رفوف طويلة ملأى بمستلزمات المائدة، وفي الزاوية قفص كبير به ببغاء. ويتألف الدور الثاني من ثلاث غرف، لكل من الشابين غرفة والثالثة وهي أكبرها مخصصة للأخوات الثلاث.

في الطفولة لعبد المجيد بن جلون.

3 – النموذج الثالث: وصف الطبيعة:

كان الصّباح مُشرقا ساحرا، يُغْري بالتّنزّه فِي أحْضَان الطّبيعة الفتّانة بجمالها، الأخّاذة بفنّها، فخرجْتُ إلى مُتنزّه، وأمضيت النّهار متجوّلا في أرجائه، مُستمتعا بما حواه من مناظر الطّبيعة ومشاهدها.

كان المتنزّه يضمّ بحيرة تنبسط حولها روضة غنّاء، وكم كان ابتهاجي كبيرا وأنا أتملّى ذلك المنظر الجميل! تبدو البحيرة للنّاظر لوحة فنّيّة رائعة، وصفحة الماء تتراءى مُلتمعةً مثل المرآة المصقولة أو الفضّة البرّاقة. وقد عَلِق نظري بتلك المروج الخضراء الممتدّة بأعشابها الناضرة وورودها اليانعة، وتلك السّهول المنبسطة انبساطا يبعث في النفس السّرور ويجعلها تَهْفُو إلى أن تجوب أعطافها الواسعة التي تبهج العين بآيات فنّها، وتروّح الصّدر بهوائها النقيّ العليل، وتبتهج الرّوح بنفحاتها الشّذيّة.

ظللت أتنقّل من مكان إلى مكان، حتّى إذا نال منّي التّعب أويت إلى سنديانة ظليلة لأرتاح. كانت أغصانها متشابكة، يمرّ بها النسّيم فتطرب، ويداعبها بأصابعه الخفيّة فتميس، وتسمعني من حفيف أوراقها وتغريد بلابلها أعذب معزوفة غنّتها أوتار الحياة.

لقد افتتنت بهذا المنظر البديع، واطمأنت نفسي إلى تلك الموسيقى العذيبة، واستأنست بها أنسا عظيما، وكأنّها قد سافرت بي في عالم الخيال والحلم. لم أنتبه إلا آخرَ العَشِيّ، والشّمس عند الأفق تقف وِقفة الوداع، ولونها الأحمر المتوهّج المنعكس على البحيرة يضفى عليها سحرا، فخُيّل إليّ أنّني أمام سبيكة كبيرة من الذهب يكاد سنا بريقها يخطف الأبصار. وأحسست نسائم الغروب تسري لطيفة مُضمّخة بعبير الأعشاب اللدنة والرّياحين العطرة، تنعش القلب وتبعث فيّ النّشوة والسّعادة.

عندما بدأ الظلام يمتدّ وينبسط على المكان، أخذت طريق العودة وفي نفسي سرور عظيم، وارتياح ونشوة لا توصف. إنّ الطّبيعة لَهِيَ الفضاء الرّحيب الذي يتأمّل فيه الإنسان آياتِ الفنّ وشواهدَ الجمال، وفيه يجد ما يبحث عنه من طمأنينة وسكينة تغمر القلب سرورا، وتفعم النّفس ابتهاجا وأملا.

رابط لتحيل من موقع البسان

55 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *