عندما علم أهل المدينة أن النبي ﷺ في طريقه إليهم، خرجوا جميعهم ينتظرونه في الحر الشديد، وما إن يشتد الحر ولا يبقى مكان يستظلون بظله يعودون إلى بيوتهم، وذات يوم جاء رجل من اليهود فوقف على حصن من حصون المدينة، فأبصر النبي ﷺ فلم يملك إلا أن قال بأعلى صوته: “يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون”، فسمعه أهل المدينة فهبوا لاستقبال النبي ﷺ وهم يرددون عبارات الفرح، وكان الرسول ﷺ كلما مر أمام أحد بيوت الأنصار يستقبلونه مرددين: “هلُّمَّ إلينا يا رسول الله، إلى العدد والعدة والمنعة”، ويأخذون بخطام ناقته وهو يرد عليهم: «خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ»، فكل واحد من الأنصار كان يتمنى أن يستضيف النبي في منزله، لكن النبي نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري بعد أن بركت الناقة بالقرب من بيته.
يعتبر أبو أيوب الأنصاري مثال حي على حب الصحابة للنبي ﷺ، فقد حرص هو وباقي الأنصار على نيل شرف استضافة النبي ﷺ، ولما تأتى له ذلك كان يرسل إلى النبي الطعام، وعندما يأكل رسول اللهﷺ، يسأل من أين أكل؟، فيتحرى موضع أصابعه فيأكل منه، وكذلك إذا شرب تحرى موضع الشرب فشرب منه، وقد عاش أبو أيوب حياته غازيًا، حتى قيل: إنه لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون في عهد رسول الله ﷺ فكيف وصل أبو أيوب إلى محبة النبي ﷺ؟
أم سليم بيت ملحان الأنصيارية الخزرجة، صحابية كانت من السابقات إلى الإسلام، قدمت نموذجا رائعا على محبة النبي ﷺ، ونصرة الإسلام وحامل رسالة الإسلام ﷺ، وقد تجلى حبها للنبي ﷺ في خدمتها له عليه السلام، وتفقدها له ﷺ بالهدية والطعام، كما حرصت أن تنصره بالجهاد، فقد اتخذت يوم حنين خنجرا تدافع به عن نفسها، وكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى، فعن َأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكَانَ مَعَهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟»، قَالَتْ: “اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ”، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يضحك، وقال: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ»، كما كان رسول الله ﷺ يخص أم سليم بالزيارة والصلاة في بيتها والدعاء لأهلها، وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله ﷺ تدل على فضلها ورفيع شأنها، قال النبي ﷺ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ».
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
شكرا جزيلا على دروس
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
شكرا جزيلا 🙂🙂
Thank you for everything
موقع جميل ومفيد
انتم الافضل دائما في مساعدتي على الدراسة.
Thanks ♥️🤍
شكراااا جزيلا على المجهودات الجبارة في مساعدتنا على فهم الدروس و تبسيطها لنا
Thank you
الشكر الجزييييل لكم
شكرا جزيلا لكم على هذه المعلومات القيمه