درس إيواء الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته للسنة الثالثة إعدادي

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – استقبال مجتمع المدينة للنبي ﷺ:

عندما علم أهل المدينة أن النبي ﷺ في طريقه إليهم، خرجوا جميعهم ينتظرونه في الحر الشديد، وما إن يشتد الحر ولا يبقى مكان يستظلون بظله يعودون إلى بيوتهم، وذات يوم جاء رجل من اليهود فوقف على حصن من حصون المدينة، فأبصر النبي ﷺ فلم يملك إلا أن قال بأعلى صوته: “يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون”، فسمعه أهل المدينة فهبوا لاستقبال النبي ﷺ وهم يرددون عبارات الفرح، وكان الرسول ﷺ كلما مر أمام أحد بيوت الأنصار يستقبلونه مرددين: “هلُّمَّ إلينا يا رسول الله، إلى العدد والعدة والمنعة”، ويأخذون بخطام ناقته وهو يرد عليهم: «خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ»، فكل واحد من الأنصار كان يتمنى أن يستضيف النبي في منزله، لكن النبي نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري بعد أن بركت الناقة بالقرب من بيته.

II – محبة الرسول ﷺ ونصرته (أبو أيوب الأنصاري وأم سليم نموذجا):

1 – أبو أيوب الأنصاري:

يعتبر أبو أيوب الأنصاري مثال حي على حب الصحابة للنبي ﷺ، فقد حرص هو وباقي الأنصار على نيل شرف استضافة النبي ﷺ، ولما تأتى له ذلك كان يرسل إلى النبي الطعام، وعندما يأكل رسول اللهﷺ، يسأل من أين أكل؟، فيتحرى موضع أصابعه فيأكل منه، وكذلك إذا شرب تحرى موضع الشرب فشرب منه، وقد عاش أبو أيوب حياته غازيًا، حتى قيل: إنه لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون في عهد رسول الله ﷺ فكيف وصل أبو أيوب إلى محبة النبي ﷺ؟

  • إتباعه وطاعته في كل ما أمر به: فقد أرسل أبو أيوب للنبي ﷺ يوماً طعاماً فيه ثوم، فرده ولم تظهر أثر يده فيه، قال: ففزعت، ونزلت، فقلت: يا رسول الله، أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ»، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ.
  • توقيره واحترامه وتعظيمه: فقد انكسر إناء لأبي أيوب، فجفف الماء بلحاف ليس لهما غيره خشية من أن ينزل شيئا من الماء عليه، ولما وجد نفسه في سقيفة تحتها رسول الله ناشد النبي ﷺ أن يصعد، وقال: “لا أعلو سقيفةً أنت تحتها”.
  • كثرة ذكره بالصلاة عليه والاطلاع في سيرته.

2 – أم سليم رضي الله عنها:

أم سليم بيت ملحان الأنصيارية الخزرجة، صحابية كانت من السابقات إلى الإسلام، قدمت نموذجا رائعا على محبة النبي ﷺ، ونصرة الإسلام وحامل رسالة الإسلام ﷺ، وقد تجلى حبها للنبي ﷺ في خدمتها له عليه السلام، وتفقدها له ﷺ بالهدية والطعام، كما حرصت أن تنصره بالجهاد، فقد اتخذت يوم حنين خنجرا تدافع به عن نفسها، وكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى، فعن َأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكَانَ مَعَهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟»، قَالَتْ: “اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ”، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يضحك، وقال: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ»، كما كان رسول الله ﷺ يخص أم سليم بالزيارة والصلاة في بيتها والدعاء لأهلها، وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله ﷺ تدل على فضلها ورفيع شأنها، قال النبي ﷺ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ».

الدروس والعبر:

  • للصحابة رضوان الله عليهم هم الأنموذج والمثل الأعلى في محبة النبي ﷺ ونصرته.
  • الحرص على صفة الكرم والتضحية وتوقير الجار واحترام الكبير.
  • نصرة النبي ﷺ اليوم بإتباع سنته والتحلي بما حث عليه من مكارم الأخلاق.
  • محبة النبي ﷺ تقتضي الإكثار من الصلاة عليه ودراسة سيرته.

رابط التحميل من موقع البستان

35 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *