ملف: الوضع الدولي لطنجة في عهد الحماية للسنة الثانية باكالوريا آداب

VI – ردود الفعل تجاه التدويل ومساهمة طنجة في الكفاح الوطني من أجل الاستقلال:

لقد تضافرت الجهود من أجل التصدي للخطط الإمبريالية بمدينة طنجة، فقد عملت الجمعيات على خدمة الحركة الوطنية، خاصة جمعية الشروق التي أسستها مجموعة من المثقفين بالمدينة سنة 1926م، والجمعية الهلالية التي تأسست سنة 1928م، وكلها جمعيات تهدف إلى نشر الفكر الوطني في صفوف المغاربة، وإلى جانب الجمعيات نجد أيضا المثقفون، فقد شكلت زيارة المثقف السوري الأمير شكيب أرسلان إلى المدينة سنة 1930م حدثا هاما، خاصة وأنه من دعاة القومية العربية وبناء العالم العربي الموحد، إلا أن الفرنسيين سيعملون على إخراجه من المدينة مخافة تأثير زيارته في السكان معنويا وسياسيا. أما من داخل المدينة فقد ظهرت حركة تعليمية إسلامية عملت على التصدي للنفوذ الثقافي الغربي ونشر الثقافة الإسلامية العربية، وفي نفس السياق استغلت الصحافة الوطنية بعض الحرية بمدينة طنجة باعتبارها الجزء الوحيد من البلاد الذي مكن الوطنيين التخلص من موجة القمع ضدهم في المنطقتين الإسبانية والفرنسية لتأسيس مجموعة من الصحف (صوت الشعب، الشعب، منبر الشعب …) لتدافع عن السيادة الوطنية، كما شهدت المدينة مجموعة من الزيارات السلطانية لفك العزلة عن الشعب المغربي بالمدينة خاصة زيارة ولي العهد أنداك الأمير مولاي الحسن وزيارة المغفور له محمد الخامس في أبريل سنة 1947م وخطابه التاريخي الشهير بالمدينة، والذي فجر حماس الجماهير المغربية، وأصبحت المدينة بذلك عاصمة من عواصم الكفاح الوطني، بل وأصبحت مسرحا لمظاهرات واصطدامات عنيفة في مطلع الخمسينيات، وبذلك كانت بداية المطالبة باستقلال المدينة وبالتالي استقلال المغرب بكامله ونيله لحريته.

خاتمة:

عرفت طنجة وضعا دوليا فريدا من نوعه في العالم، وكان الوضع يصب في إطار فقدان المدينة لهويتها المغربية وإضفاء صبغة غربية عليها، إلا أن فطنة المغاربة بقيادة المغفور له محمد الخامس وقفت أمام كل المحاولات الاستعمارية إلى فك ارتباط طنجة بالمملكة، والمطالبة باستقلال المدينة وعودتها إلى سيادة المغرب رغم القمع الذي مورس ضد الوطنيين المطالبين بالحرية.

رابط التحميل من موقع البستان

15 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *