مدخل الاستجابة «مقاصد الشريعة الإسلامية» (في رحاب التربية الإسلامية)
الوضعية المشكلة:
تهدف هذه الشريعة إلى تحقيق السعادة للإنسان في الدنيا لتحقيق خلافته في الأرض، فجاءت أحكامها لتأمين مصالحه، وهي جلب المنافع له، ودفع المضار عنه، فترشده إلى الخير، وتهديه إلى سواء السبيل، وتدله على البر، وتأخذ بيده إلى الهدي القويم، وتكشف له المصالح الحقيقية، وتدفع عنه ما قد يتوهمه مصلحة وهو مفسدة، ثم وضعت له الأحكام الشرعية لتكون سبيلا ودليلا لتحقيق هذه المقاصد والغايات، ثم لحفظها وصيانتها، ثم لتـأمينها وضمانها وعدم الاعتداء عليها، ومع ذلك يظن البعض أن الأحكام الشرعية والتكاليف التي يأمر بها الشرع، عوامل مشقة، وإرادة إيقاع المكلف في العنت، فيدع تطبيقها، ويتركها، والواقع أن المشقة الموجودة غي الطاعات المأمور بها، مشقة معتادة ومقدور عليها، كما أن التيسير مصاحب لكل تكليف شرعي.
- فكيف نفهم أن وضع الشريعة ابتداء إنما هو لمصلحة العباد في المعاش والمعاد؟
- وما مقاصد الشريعة وما أقسامها؟
- وكيف تحفظ مصالح الإنسان وحقوق الأساسية؟
النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾.
[سورة المؤمنون، الآيتان: 116 – 117]
النص الثاني:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: «وَمَقْصُودُ الشَّرْعِ مِنْ الْخَلْقِ خَمْسَةٌ: وَهُوَ أَنْ يَحْفَظَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَنَفْسَهُمْ وَعَقْلَهُمْ وَنَسْلَهُمْ وَمَالَهُمْ، فَكُلُّ مَا يَتَضَمَّنُ حِفْظَ هَذِهِ الْأُصُولِ الْخَمْسَةِ فَهُوَ مَصْلَحَةٌ، وَكُلُّ مَا يُفَوِّتُ هَذِهِ الْأُصُولَ فَهُوَ مَفْسَدَةٌ وَدَفْعُهَا مَصْلَحَةٌ».
[المستصفى، أبو حامد الغزالي، ج: 2، ص: 284]
قراءة النصوص ودراستها:
I – توثيق النصوص والتعريف بها:
1 – التعريف بسورة المؤمنون:
سورة المؤمنون: مكية، عدد آياتها 118 آية، ترتيبها 23 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الأنبياء”، سميت بهذا الاسم تخليدا للمؤمنون، وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في جنات النعيم، وهي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث.
2 – التعريف أبي حامد الغزالي:
أبو حامد الغزالي: هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الشافعي الطوسي، ولد في مدينة طوس في خراسان عام 450 هـ، وهو عالم وفقيه ومتصوف إسلامي لقب بحجة الإسلام، وهو أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي، ترك الغزالي للمكتبة العربية والإسلامية العديد من المؤلفات التي نقلت فكره وأرائه، ومن أهم كتبه: «إحياء علوم الدين»، «المنقذ من الضلال»، «جواهر القرآن ودرره»، «مقاصد الفلاسفة»، «معيار العلم» …، وقد توفي أبو حامد الغزالي سنة 505 هـ.
II – نشاط الفهم وشرح المفردات:
1 – شرح المفردات والعبارات:
- عبثا: باطلا وبدون هدف ولا مقصد.
- مقصود الشرع: مراده ومبتغاه وهدفه
- المصلحة: المنفعة وضدها المفسدة والمضرة.
- دفعها: رفعها وإزالتها.
2 – مضامين النصوص الأساسية:
- الله تعالى منزه عن اللهو واللعب وعن العبث، وأن البعث والجزاء حق.
- الشريعة الإسلامية إنما وضعت وشرعت من أجل تحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل.
اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 2.
شكرًا جزيل الشكر والتقدير 👍👍
شكرا
من جانب العدم و من جانب الوجود
لا يوجد منهما ؟
ou merciiii bccpppp
chokran