في الآونة الأخيرة انتشرت بعض الممارسات والمعاملات المجتمعية السلبية، التي أثرت على حياة الإنسان، وأفقدته جزءا من كرامته، وأفسدت عليه ليله ونهاره، ومن تلك الممارسات ما يسمى بـالاحتكار.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.
[سورة النساء، الآية: 29]
عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ».
[أخرجه مسلم]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرَصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
[مسند الإمام أحمد]
أ – التعريف بسورة النساء:
سورة النساء: مكية، عدد آياتها 176 آية، وهي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الممتحنة، تبدأ بأحد أساليب النداء “يا أيها الناس”، تحدثت السورة عن أحكام المواريث، سميت سورة النساء لكثرة ما ورد فيها من الأحكام التي تتعلق بهن بدرجة لم توجد في غيرها من السور، وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين، حيث تعنى بجانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية، وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع، ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها حول موضوع النساء، ولهذا سميت بسورة النساء..
أ – مفهوم الاحتكار:
الاحتكار: لغة: الجمع والحبس، واصطلاحا: حبس الشيء عن العرض وقت الرخص وبيعه وقت الغلاء في الأسوق عند اشتداد الحاجة إليه طلبا للربح، سواء كان الشيء المحتكر طعاما أو غيره مما يكون في احتكاره إضرارا بالناس، ولذلك فإنه يشمل كل المواد الغذائية والأدوية والثياب ومنافع الدور والأراضي . ..
ب – موقف الإسلام من الاحتكار:
الاحتكار محرم في الإسلام بنصوص القرآن والسنة النبوية وإجماع الأمة، لما له من أضرار اجتماعية واقتصادية، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾، وقال ﷺ: «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ».
ج – شروط تحريم الاحتكار:
د – مظاهر الاحتكار:
للاحتكار أمثلة واقعية كثيرة، نذكر منها:
أ – الحكمة من تحريمه:
حرم الإسلام الاحتكار لما له من أضرار اجتماعية واقتصادية، منها:
ب – طرق محاربة الاحتكار: