من خصائص النصوص الشرعية أن الله تعالى قد تكفل بحفظها، إذ هي الحجة التي أنزلها الله على خلقه، فضلا على أنها هي طريق التحليل والتحريم ومعارضتها تقدح في الإيمان، ولفهمها الفهم الصحيح، يبقى من الضروري الجمع بين ظواهر النصوص ومعانيها عند تفسيرها، وذلك في اعتدال دون غلو ولا تقصير، ولكي يتم التعامل مع النص الشرعي بصورة صحيحة لابد أن نحفظ له قداسته وخصوصيته ومكانته، ومعرفة خصائصه وضوابط فهمه، خصوصا مع ما يعيشه العالم الإسلامي اليوم من فوضى على مستوى الفتوى الفقهية وإصدار الأحكام، ولعل السبب في ذلك راجع إلى غياب الضوابط المنهجية في فهم مراد الله تعالى من النصوص الشرعية.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾.
[سورة آل عمران، الآية: 7]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿ … وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ …﴾.
[سورة النساء، الآية: 83]