يلاحظ بين أفراد عدد من الأسر خلافات كثيرة، منها ما يؤدي إلى قطع الزيارة وصلة الرحم، ومنها ما قد يؤدي إلى النزاع والخصومة.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ۩أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.
[سورة محمد، الآية: 22 – 23]
عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ، وَيُوَسِّعَ لَهُ رِزْقَهُ، وَيَدْفَعَ عَنْهُ مَيْتَةَ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
[أخرجه الحاكم]
أ – التعريف بسورة محمد:
سورة محمد: مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة، عدد آياتها 38 آية، ترتيبها 47 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الحديد، تتناول السورة أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين، لكن المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع الجهاد في سبيل الله.
ب – التعريف بعاصم بن ضمرة:
عاصم بن ضمرة: هو عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي، وهو من التابعين، وثقه بعض أهل الحديث، كان يروي الأحاديث عن علي بن أبي طالب، توفي سنة 74 هجرية.
صلة الرحم: صلة: تعني الوصل، والرحم: اسم شامل لكل الأقارب، وصلة الرحم: يقصد بها زيارة الأقارب وتفقد أحوالهم، والبر بهم وإن أساءوا، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.
صلة الرحم واجبة على كل مسلم ومسلمة وقطيعتها حرام، بدليل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾، وقوله ﷺ: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»، وقد أولاها الله تعالى مكانة عالية في الإسلام، حيث اشتق اسمها من اسمه الرحمان، وأعد منزلتها عند عرشه، واعتبرت ثمرة من ثمرات خشيته تعالى.
إن الإساءة إلى الأرحام، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل، بل إن ذلك جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب، ومن عواقب هذا السلوك: