صفات المؤمن الذاتية
مدخل تمهيدي:
يدعو الإسلام إلى إقامة مجتمع فاضل تسوده الأخلاق الحسنة، والمعاملات الطيبة، ويسهم المؤمن في بنائه بما يتصف به من أخلاق.
- فما هي صفات المؤمن الاجتماعية؟
- وما أثره على الفرد والمجتمع؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿الم۩ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ۩الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ۩وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾.
[سورة البقرة، الآيات: 1 – 4]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ».
[أخرجه الشيخان]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة البقرة:
سورة البقرة: مدنية، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، تبدأ بحروف مقطعة “ألم”، سميت السورة الكريمة بسورة البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى عليه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر على موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، وسورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق، وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
ب – التعريف بالشيخان:
الشيخان: المراد بالشيخان الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله. فالبخاري: هو محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة 256 هـ، له كتاب: صحيح البخاري ، جمع فيه جملة من الأحاديث الصحيحة عن نبينا ﷺ. ومسلم: هو مسلم بن الحجاج النيسابوري، المتوفى سنة 261 هـ، وهو مؤلف صحيح مسلم. وهذان الكتابان: صحيح البخاري وصحيح مسلم، هما أصح الكتب التي روت الأحاديث عن نبينا ﷺ، فإذا قيل عن حديث ما رواه الشيخان، فالمقصود رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكذلك لو قيل “متفق عليه” أي اتفق على روايته البخاري ومسلم.
II – فهم النصوص:
1 – الشرح اللغوي والاصطلاحي:
- لا ريب: لا شك.
- الغيب: ما اخبر الله به رسله مما يجب الإيمان به، ولا تدركه الحواس.
- يوقنون: يصدقون.
- شعبة: خصلة.
- بضع: يطلق على الأعداد من 3 إلى 9.
2 – المضامين الأساسية للنصوص:
- بيان صفات المؤمنين وجزاء المتقين.
- بيان أن الحياء خصلة من خصال المؤمنين.
III – تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
1 – صفات المؤمن الإعتقادية:
وردت في القرآن الكريم آيات متعددة وصف الله تعالى فيها المؤمنين بصفات إما اعتقادية أو خلقية. فأما الصفات الإعتقادية فهي:
- الإيمان بالغيب: وهو التصديق الجازم بكل ما لا يدرك بالحواس، كذات الله تعالى، والملائكة، والبعث، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها.
- الإيمان بالكتب السماوية السابقة: وهو التصديق بالقرآن الكريم وبما أخبر به من كتب سماوية أخرى أنزلها الله تعالى على رسله السابقين.
- الإيمان بالرسل جميعهم: وهو التصديق بنبوة محمد ﷺ، وبنبوة الرسل السابقين.
- الشعور بمراقبة الله تعالى في جميع الأحوال: وهو الادراك بأن الله تعالى مطلع على أقوالنا وافعالناوسلوكاتنا، وبالتالي نستحيي أن يرانا على معصية.
- الإيمان بالقدر خيره وشره.
2 – صفات المؤمن الخلقية:
الصفات الخلقية تتمثل في التحلي بالصفات الكريمة والتمسك بالأخلاق الفاضلة، ومن بين هذه الصفات:
- إقامة الصلاة بطهارتها وصفاتها الكاملة.
- ذكر الله تعالى بالقلب واللسان.
- الحياء.
- الأمانة.
- الإنفاق في سبيل الله.
- الإحسان إلى الغير.
شكرا جزيلا