صفات المؤمن الاجتماعية

مدخل تمهيدي:

يدعو الإسلام إلى إقامة مجتمع فاضل تسوده الأخلاق الحسنة والمعاملات الطيبة، ويسهم المؤمن في بنائه بما يتصف به من أخلاق.

• فما هي صفات المؤمن الاجتماعية؟
• وما أثره على الفرد والمجتمع؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ۩الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

[سورة آل عمران، الآيتين: 133 – 134]

عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

[أخرجه الإمام مسلم]

I – دراسة النصوص وقراءتها:

1 – توثيق النصوص:

أ – التعريف بسورة آل عمران:

سورة آل عمران: مدنية، عدد آياتها 200 آية، هي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة “الأنفال”، تبدأ السورة بحروف مقطعة “الم”، سُميت ‏السورة ‏بـ ‏‏”‏آل ‏عمران‏‏” ‏لورود ‏ذكر ‏قصة ‏تلك ‏الأسرة ‏الفاضلة ‏‏”‏آل ‏عمران‏‏” ‏والد ‏مريم ‏آم ‏عيسى عليه السلام، ‏وما ‏تجلى ‏فيها ‏من ‏مظاهر ‏القدرة ‏الإلهية ‏بولادة ‏مريم ‏وابنها ‏عيسى ‏عليهما ‏السلام، سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما: ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا، وركن التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.

ب – التعريف بالنعمان بن بشير:

النعمان بن بشير: هو النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري المدني، ولد في السنة الثانية من الهجرة، كان أول مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهراً، وكان من أخطب الناس، ولي الكوفة في عهد معاوية، ثم ولي حمص لابن الزبير، وبها قتل وذلك سنة أربع وستين أو خمس وستين للهجرة.

ج – التعريف بالإمام مسلم:

الإمام مسلم: هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولد بمدينة نيسابور سنة 206 هـ وتوفى بها سنة 261 هـ، أحد أئمة الحديث وحفاظه، عدد أحاديثه بدون المكرر نحو 4000 حديث، وبالمكرر نحو 7275 حديثًا، اشتهر بكتابه “الصحيح”.

II – فهم النصوص:

1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

• السّرّاء: وقت الرخاء.
• الضرّاء: وقت الشدة.
• الكاظمين الغيظ: الذين يكتمون غضبهم.
• العافين عن الناس: الذين يتجاوزون ويصفحون عنهم.
• توادهم: محبتهم.
• اشتكى منه عضو: أصيب بعلة.
• السهر: قلة النوم.
• الحمى: مرض معروف، ترتفع معه حرارة البدن.

2 – استخلاص المضامين الأساسية للنصوص:

• وعد الله المتقين الذين يتصفون بالجود والحلم والعفو بجنة عرضها السماوات والارض.
• تمثيل النبي ﷺ تراحم المؤمنين فيما بينهم بالجسد الواحد الذي يتألم كله لتألم عضو واحد منه.

III – تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

1 – صفات المؤمن الاجتماعية:

حث الإسلام المسلم على الاتصاف بمجموعة من الأخلاق، والمثل الفاضلة التي تجعل من الإنسان عنصرا نشيطا وفعالا في مجتمعه، ويحقق التماسك والوحدة المرغوبتين، ومن هذه القيم نذكر ما يلي:

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• التعاون على الخير.
• الرحمة والعفو والتواضع.
• الجود والكرم.
• الاصلاح بين الناس.

2 – آثار صفات المؤمن الاجتماعية:

إن للتحلي بصفات المؤمن الاجتماعية آثار حسنة ونتائج طيبة سواء على الفرد أو الجماعة:

• على المستوى الفردي: اطمئنان القلب، ارتياح الضمير، نيل مغفرة الله ومرضاته، نيل محبةِ الناس واحترامِهم.
• على المستوى الاجتماعي: سيادة جو الأخوة والمحبة، تحقيق الأمن والأمان، انعدام الأحقاد والضغائن، اختفاء الرذائل والحد منها.