جاء الإسلام ليوحد بين الناس ويحقق الأخوة فيما بينهم، من أجل ذلك نهى عن كل ما يهدد هذه الأخوة، هذا ما سنعرفه من خلال الآيات الكريمة.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾.
[سورة الحجرات، الآيتان: 11 – 12]
الإقلاب: لغة: هو تحويلُ الشيءِ عن وجهه، وفي اصطلاح القراء: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب، والمراد به هنا النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميمًا، وللإقلاب حرفٌ واحد (الباء)، مثل: قوما بجهالة. وتقرأ = قومَمْبجهالة.
نزل قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ في ثابت بن قيس بن شماس، وذلك أنه كان في أذنيه وقر فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فيسمع ما يقول، فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا، تفسحوا، فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فاجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل، فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان؟ فقال ثابت: ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية، فنكّس الرجل رأسه استحياء، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. أما قوله تعالى: ﴿وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾ فقد نـزلت في امرأتين من أزواج النبيّ ﷺ سخرتا من أم سلمة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. وقوله تعالى: ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ﴾ فقد نزل في أهل المدينة، كانت لهم ألقاب يدعون بها، وكان للرجل منهم اسمان أو ثلاثة، فإذا دعي بأحدها كره ذلك، فنـزلت الآية.
دعا الإسلام إلى ترسيخ وتقويم سلوك المسلم بتجنب الصفات الذميمة التي تثير الانحلال الاجتماعي كالسخرية واللمز والتنابز …، وكلها آثام يقترفها الإنسان باللسان، فعلينا توظيفه فيما يرضي الله تعالى حتى لا نكون من الظالمين، خاصة وأن خالق البشرية جعل أساس التفاضل بين الناس بالتقوى، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه، وخدمته لأمته، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس، ونزنهم بهذا الميزان العادل.
عرض التعليقات
شكرا على الموضوع
شكرااااااااااااااا
شكرا جزيلا لكم على العمل الذي تقومون به
شكرا جزيلا موقع جميل أجد فيه جميع الدروس التي احتاج اليها
شكرا على الموقع الرائع ??
merci boucoup had chi moufid merci
Oulah koun ma ntouma ta 9fretha mn 3end islamiyat
شكرا لكم على هذا الدرس و مجهوداتكم الجبارة
Merci beaucoup pour votre leçon
اشكرك على هده المعلوماة القيمة و بارك الله خطاوزادك تالقى