دعامات من القرآن الكريم: سورة الحجرات من الآية 11 إلى الآية 12 الثانية إعدادي

سورة الحجرات من الآية 11 إلى الآية 12

مدخل اشكالي:

جاء الإسلام ليوحد بين الناس ويحقق الأخوة فيما بينهم، من أجل ذلك نهى عن كل ما يهدد هذه الأخوة، هذا ما سنعرفه من خلال الآيات الكريمة.

الشطر القرآني:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾.

[سورة الحجرات، الآيتان: 11 – 12]

دراسة الآيات وقراءتها:

I – عرض النص وقراءته:

1 – القاعدة التجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين (الإقلاب):

الإقلاب: لغة: هو تحويلُ الشيءِ عن وجهه، وفي اصطلاح القراء: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب، والمراد به هنا النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميمًا، وللإقلاب حرفٌ واحد (الباء)، مثل: قوما بجهالة. وتقرأ = قومَمْبجهالة.

II – فهم الآيات:

1 – قاموس المفاهيم الأساسية:

  • ولا تلمزوا أنفسكم: لا يعب بعضكم بعضا.
  • لا تنابزوا: لا تتعايروا بما تكرهون من الألقاب.
  • الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره في غيبته.
  • بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان: أي بئس أن تستبدلوا اسم الإيمان باسم الفسوق، بأن يقال : يا يهودي أو يا فاسق بعدما آمن وتاب.
  • الفسوق: هو الخروج عن طاعة الله عز وجل.

2 – سبب نزول الآيات:

نزل قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ في ثابت بن قيس بن شماس، وذلك أنه كان في أذنيه وقر فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فيسمع ما يقول، فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا، تفسحوا، فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فاجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل، فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان؟ فقال ثابت: ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية، فنكّس الرجل رأسه استحياء، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. أما قوله تعالى: ﴿وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾ فقد نـزلت في امرأتين من أزواج النبيّ ﷺ سخرتا من أم سلمة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. وقوله تعالى: ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ﴾ فقد نزل في أهل المدينة، كانت لهم ألقاب يدعون بها، وكان للرجل منهم اسمان أو ثلاثة، فإذا دعي بأحدها كره ذلك، فنـزلت الآية.

3 – المضمون العام للآيات:

  • تشير الآيات الكريمة إلى مجموعة من الأخلاق السيئة والرذائل التي يجب على المسلم تجنبها، وأكثرها من آفات اللسان، وهي: السخرية، واللمز، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، والتجسس، والغيبة، وذلك لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع في دينه ودنياه.

4 – مضامين الآيات ومعانيها الإجمالية:

  • نهيه  تعالى عن مجموعة من الصفات الذميمة حفاظا على تماسك المجتمع ووحدت.

III – المستفاد من الآيات:

دعا الإسلام إلى ترسيخ وتقويم سلوك المسلم بتجنب الصفات الذميمة التي تثير الانحلال الاجتماعي كالسخرية واللمز والتنابز …، وكلها آثام يقترفها الإنسان باللسان، فعلينا توظيفه فيما يرضي الله تعالى حتى لا نكون من الظالمين، خاصة وأن خالق البشرية جعل أساس التفاضل بين الناس بالتقوى، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه، وخدمته لأمته، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس، ونزنهم بهذا الميزان العادل.

رابط التحميل من موقع البستان

29 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *