يحرص الإسلام على أن تكون شخصية المؤمن قوية في جميع جوانبها، والحديث الذي بين أيدينا يوضح ذلك.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
[صحيح مسلم]
أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه الرسول ﷺ عامراً، لقب أبي هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها، ولد في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة، أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي عام خيبر في السنة السابعة للهجرة، يعد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، كان حريصا على ملازمته للرسول ﷺ، ويعد معجزة من معجزات النبوة، لهذا كان من أكثر الصحابة روايةً للحديث، كان أبو هريرة تقيّاً ورعاً، لم يكن يرد الإساءة بالإساءة، توفي بعد الرسول ﷺ بــ 47 عاما، حيث أخذ الله أمانته في عام 57 هـ، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب 78 عاما.
الإمام مسلم: هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولد سنة 206 ه بنيسابور، رحل من أجل طلب العلم وهو صغير إلى عدة بلدان، منها: الحجاز، الشام، مصر …، درس على يد شيخه البخاري، له عدة مؤلفات، منها: صحيح مسلم، العلل، أوهام المحدثين، طبقات التابعين، ويصنف كتابه «صحيح مسلم» في الدرجة الثانية بعد صحيح البخاري، ويشتمل على أربعة آلاف حديث، توفي بنيسابور سنة 261 ه.
صحيح مسلم: هو أحد أهم كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، ويعتبر ثالث أصحّ الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم ثمّ صحيح البخاري، ويعتبر كتاب «صحيح مسلم» أحد كتب الجوامع، وهي ما تحتوي على جميع أبواب الحديث من عقائد وأحكام وآداب وتفسير وتاريخ ومناقب ورقاق وغيرها، جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، وتوخّى فيه ألا يروي إلا الأحاديث الصحيحة التي أجمع عليها العلماء والمحدّثون، فاقتصر على رواية الأحاديث المرفوعة، وتجنّب رواية المعلّقات والموقوفات وأقوال العلماء وآرائهم الفقهية إلا ما ندر، أخذ في جمعه وتصنيفه قرابة الخمس عشرة سنة، وجمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف حديث بغير المكرر، وانتقاها من ثلاثمائة ألف حديث من محفوظاته.
يؤكد الرسول ﷺ على أفضلية المؤمن القوي عند الله تعالى، مع ذكره صفات المؤمن القوي، ومنها:
عرض التعليقات
100%
100%
merci merci merci merci merci merci merci merci merci merci
merciiiiiiiiii