دعامة من الحديث النبوي الشريف: المؤمن القوي الثالثة إعدادي

المؤمن القوي

مدخل تمهيدي:

يحرص الإسلام على أن تكون شخصية المؤمن قوية في جميع جوانبها، والحديث الذي بين أيدينا يوضح ذلك.

نص الحديث:

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».

[صحيح مسلم]

دراسة الحديث وقراءته:

I – توثيق الحديث والتعريف به:

1 – التعريف بأبي هريرة:

أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه الرسول ﷺ عامراً، لقب أبي هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها، ولد في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة، أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي عام خيبر في السنة السابعة للهجرة، يعد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، كان حريصا على ملازمته للرسول ﷺ، ويعد معجزة من معجزات النبوة، لهذا كان من أكثر الصحابة روايةً للحديث، كان أبو هريرة تقيّاً ورعاً، لم يكن يرد الإساءة بالإساءة، توفي بعد الرسول ﷺ بــ 47 عاما، حيث أخذ الله أمانته في عام 57 هـ، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب 78 عاما.

2 – التعريف بالإمام مسلم:

الإمام مسلم: هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولد سنة 206 ه بنيسابور، رحل من أجل طلب العلم وهو صغير إلى عدة بلدان، منها: الحجاز، الشام، مصر …، درس على يد شيخه البخاري، له عدة مؤلفات، منها: صحيح مسلم، العلل، أوهام المحدثين، طبقات التابعين، ويصنف كتابه «صحيح مسلم» في الدرجة الثانية بعد صحيح البخاري، ويشتمل على أربعة آلاف حديث، توفي بنيسابور سنة 261 ه.

3 – التعريف بصحيح مسلم:

صحيح مسلم: هو أحد أهم كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، ويعتبر ثالث أصحّ الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم ثمّ صحيح البخاري، ويعتبر كتاب «صحيح مسلم» أحد كتب الجوامع، وهي ما تحتوي على جميع أبواب الحديث من عقائد وأحكام وآداب وتفسير وتاريخ ومناقب ورقاق وغيرها، جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، وتوخّى فيه ألا يروي إلا الأحاديث الصحيحة التي أجمع عليها العلماء والمحدّثون، فاقتصر على رواية الأحاديث المرفوعة، وتجنّب رواية المعلّقات والموقوفات وأقوال العلماء وآرائهم الفقهية إلا ما ندر، أخذ في جمعه وتصنيفه قرابة الخمس عشرة سنة، وجمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف حديث بغير المكرر، وانتقاها من ثلاثمائة ألف حديث من محفوظاته.

II – فهم الحديث:

1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

  • المؤمن القوي: القوي إيمانا، بدنا، عزيمة ونفسا.
  • القوي: المتمكن من فعل ما به كلفة ومشقة.
  • احرص على ما ينفعك:  تمسك وتشبث بكل ما ينفعك.
  • استعن بالله: اطلب الإعانة من الله.
  • لا تعجز: لا تفرط ولا تقصر في العمل.
  • فإن لو تفتح عمل الشيطان: أي يلقي في القلب معارضة القدر فيوسوس به الشيطان.

2 – استخلاص المضمون الأساسي للحديث:

  • بيانه ﷺ أن المؤمن القوي والمؤمن الضعيف في دائرة واحدة وهي الإيمان، لكن يختلفان في الطاعات، فالمؤمن القوي يتقرب إلى الله بأعمال مختلفة ومداومة.

III – المعنى الإجمالي للحديث:

يؤكد الرسول ﷺ على أفضلية المؤمن القوي عند الله تعالى، مع ذكره صفات المؤمن القوي، ومنها:

  • الحرص على ما ينفع من أعمال الخير: أي الحرص على الأعمال التي فيها منفعة سواء كانت دينية (كالصلاة، والزكاة …)، أو دنـيوية (كعدم إتلاف أو إهمال المنافع سواء كانت خاصة أو عامة).
  • الاستعانة بالله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب: أوصانا ﷺ عند القيام بأي عمل أو حركة أو فعل نافع يجب علينا الاستعانة بالله عز وجل لقوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، ولا نستعين بغيره عز وجل كالتوكل على الغير.
  • الحث على الإجتهاد: أوصانا ﷺ بعدم البخل، وعدم الكسل، وعدم الاستسلام، فهو يحثنا على الإجتهاد في جميع أمور حياتنا.
  • الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله: يأمرنا ﷺ بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله عز وجل، أي أن نجعل الله عونا لنا ومراقـبا لنا في كـل وقـت وحين، وفي كل زمان ومكان، وفي الرخاء وفي الشدة.
  • وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره: أوصانا ﷺ بوجوب الإيمان بالقدر، أي بما قدره الله علينا سواء كان خيرا أو شـرّا.

رابط لتحيل من موقع البسان

3 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *