قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾، كانت هذه الآية هي التي صيرت القلوب تهفو إلى محبته ﷺ، وتتلمس الأسباب التي توثق الصلة فيما بينها وبينه ﷺ، فكانت الهجرة أكبر دليل على رسوخ تلك الصلة.
استمعت لأحد الدعاة وهو يتناول موضوع الهجرة النبوية، فتبين لك اقتصاره على الوقائع التي مرت بها هذه الهجرة المباركة، مع التركيز على مختلف جوانبها وأحداثها التفصيلية، دون الالتفات إلى نتائجها وثمراتها العظيمة في امتداد رسالة الإسلام.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾.
[سورة الحشر، الآية: 8]
في مؤاخاة الرسول ﷺ بين المهاجرين والأنصار أقوى مظهر من مظاهر عدالة الإسلام الإنسانية الأخلاقية البناءة، فالمهاجرون قوم تركوا في سبيل الله أموالهم وأراضيهم، فجاؤوا المدينة لا يملكون من حطام الدنيا شيئا، والأنصار قوم أغنياء بزروعهم وأموالهم وصناعتهم، فحمل الأخ أخاه، واقتسم معه سراء الحياة وضراءها، وأنزله في بيته مادام فيه متسع لهما، وأعطاه نصف ماله ما دام غنيا عنه، فأية عدالة اجتماعية في الدنيا تعدل هذه الأخوة؟ ».
[السيرة النبوية – دروس وعبر د: ذ. مصطفى السباعي، ص: 75]
سورة الحشر: مدنية، وعدد آياتها 24 آية، ترتيبها 59 في المصحف الشريف، تقع بين سورتي «الممتحنة والمجادلة»، سميت بهذا الاسم لأن الله الذي حشر اليهود وجمعهم خارج المدينة هو الذي سيحشر الناس ويجمعهم يوم القيامة للحساب، تعنى هذه السورة بجانب التشريع والمحور الرئيس الذي تدور حوله هذه السورة هو الحديث عن بني النضير وكيفية إجلائهم من أوطانهم، وأحكام الفيء والغنائم، والأمر بتقوى الله عز وجل، وبيان عظمته سبحانه من خلال أسمائه الحسنى.
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
أفضل موقع أنصحكم به جميل
شكرا
شكرا جزيرا🌸
Merci pour votre réponse ❤️
شكرا جزيلا
شكرررا جزيلا على هذه المجهودات الجبارة التي تقدمونها لنا من دروس وملخصات واسئلة وأجوبة وتمارين ✨
Xokran
thank you very much
شكرا🤜
شكرا على الدرس محفضتي
شكرا على هذا الدرس انه فادني كثيرا