كان سيدنا يعقوب عليه السلام نبيا من أنبياء بني إسرائيل، وكان يحب ولده يوسف عليه السلام حبا شديدا، لذلك أضمر أبناؤه الشر ليوسف عليه السلام وكادوا له فألقوه في غيابات الجب لقتله، فانتهى به الحال بعيدا عن أهله ووطنه، لكن سيدنا يعقوب عليه السلام صبر على فراق يوسف عليه السلام، كما صبر على فراق أخيه الأصغر من بعده، لأنه كان على يقين بأنه سوف يراه ويلتقيه مجددا وتتحقق رؤياه، لذلك ظل يحث أبناءه على تحسس خبر يوسف عليه السلام وأخيه بنيامين إلى أن تحقق له وعد الله تعالى.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 83]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾.
[سورة السجدة، الآية: 24]
عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ».
[رواه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب: الزهد والرقائق]
سورة السجدة: مكية، ماعدا من الآيتان 16، 20 فمدنيتان، عدد آياتها 30 آية، ترتيبها 32 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة المؤمنون”، سميت بهذا الاسم لما ذكر تعالى فيها من أوصاف المؤمنين الأبرار الذين إذا سمعوا آيات القران العظيم خروا سجدا، وهي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، لكن المحور الذي تدور حوله السورة الكريمة هو موضوع البعث بعد الفناء، الذي طالما جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول ﷺ.
صهيب بن سنان: هو صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو، ويعرف بالرومي لأنه أقام في الروم مدة، صحابي جليل، وأحد السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين في مكة الذين عُذّبوا ليتركوا دين الإسلام، ترك صهيب كل ماله ليهاجر إلى المدينة المنورة ويلحق بالنبي ﷺ، وقد شارك معه في غزواته كلها، ولما طُعن عمر بن الخطاب، أمر صهيب أن يصلي بالمسلمين إلى أن يختار أهل الشورى الخليفة الجديد، ولما قُتل عثمان، اعتزل صهيب الفتنة إلى أن تُوفي في المدينة المنورة سنة 38 هـ.
عرض التعليقات
جزاك الله خيرا
شكراً جزيلاً
شكرااا
شكرا جزيلا لكم
شكرا جزيلا لكم ??