مدخل القسط «حق النفس: التوسط والاعتدال» (في رحاب التربية الإسلامية)
الوضعية المشكلة:
تبرز بين الفينة والأخرى دعوات للمسلمين إلى الوسطية والاعتدال ردا على من يتهمون الإسلام بأنه دين التشدد والتطرف.
- فهل التوسط والاعتدال منهج رباني أم هو أمر تفرضه ظروف العصر، وبعض الحملات المناهضة للإسلام؟
النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا …﴾.
[سورة البقرة، الآية: 142]
النص الثاني:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ، ﷺ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فجَاءَ رَسُولُ اللهِﷺ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».
[صحيح البخاري، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح]
قراءة النصوص ودراستها:
I – توثيق النصوص والتعريف بها:
1 – التعريف بسورة البقرة:
سورة البقرة: مدنية، وعدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، سميت بهذا الاسم إحياء للمعجزة التي ظهرت في زمن سيدنا موسى عليه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل سيدنا موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها، فيحيا بإذن الله، ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهانا على قدرة الله تعالى على إحياء الخلق بعد الموت، وهي من السور التي تعنى بجانب التشريع شأنها شأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم.
2 – التعريف بأنس بن مالك:
أنس بن مالك: هو أبو ثمامة أنس بن مالك بن النضر الخزرجي، ولد بالمدينة سنة 10 قبل الهجرة، أسلم صغيرا، وخدم الرسول ﷺ إلى أن قبض، له من الأحاديث 2286 حديثا، رحل إلى البصرة ومات بها سنة 93 هـ.
II – نشاط الفهم وشرح المفردات:
1 – شرح المفردات والعبارات:
- أمة وسطا: أمة معتدلة.
- رهط: جماعة من ثلاثة أو سبعة إلى عشرة أو ما دون العشرة.
- تقالوها: اعتبروها قليلة.
- أصوم الدهر: أواصل الصيام من دون توقف.
- أرقد: أنام.
- رغب عن سنتي: أعرض عنها.
2 – مضامين النصوص الأساسية:
- جعل الله الأمة الإسلامية أمة وسطا تقوم على منهج التوازن والاعتدال في تطبيق أحكامها الشرعية.
- إرشاد الرسول ﷺ إلى الوسطية والاعتدال في العبادة وتحذيره ﷺ من الغلو والتشدد فيها.
اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 2.