درس حق النفس: الاستقامة للجذع المشترك

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – الاستقامة: مفهومها وحقيقتها ومجالاتها:

1 – مفهوم الاستقامة:

الاستقامة: لغة: الاعتدال والإنصاف والعدل والنزاهة، واصطلاحا: هي إتباع طريق الحق التي شرعها الله لعباده، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، باعتدال ووسطية من دون غلو ولا تفريط.

2 – حقيقة الاستقامة:

إن الاستقامة روح تحيا بها الأحوال، وزكاة تربو عليها الأعمال، فلا زكاة للعمل ولا صحة للحال بدونها، لأنها هي السداد في الأقوال والأعمال، وهي الجهاد الأكبر للنفس، وهي بذلك أعلى مراتب العبودية، وأرفع درجات الإيمان تماثل التقوى، وتحاكي الإخلاص، ومن ثم أمر الله تعالى بها رسوله محمدا ﷺ وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين، قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾. سورة هود، الآية: 112.

3 – مجالات الاستقامة:

للاستقامة ثلاثة مجالات، وهي:

  1. الاعتقاد: ويندرج تحته الإيمان وأركانه، وما سيتتبع ذلك من الغيبيات، كالصراط والجنة والنار والإخلاص والمحبة وغيرهما مما محله القلب.
  2. القول: كل ما يصدر عن اللسان، وقد حذر الرسول ﷺ منه، وطلب بإمساكه، إلا في حالة الخير، حيث قال: «لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ».
  3. العمل: وهو ما تقوم به الجوارح من حركات وأعمال يقصد بها خيرا أو شرا، ويدخل ضمنها القلب.

II – الطرق المعينة على الاستقامة وثمراتها:

1 – الطرق المعينة على الاستقامة:

  • الإخلاص في العبادة: وذلك حتى تؤثر العبادة تأثيرا إيجابيا في سلوك الإنسان المسلم، فتحليه بالأخلاق الحميدة والفضائل الجليلة هي عنوان الاستقامة الحقة التي يريدها الإسلام.
  • الاستغفار والتوبة: بالرجوع إلى الله مع الندم والإقلاع عن الذنب، وعقد العزم على عدم العودة إلى المعاصي، وذلك بمحاسبة النفس وإرجاعها إلى رشدها، والإكثار من الذكر وطلب الهداية.
  • الرفقة الصالحة: وتنتج عن ارتياد مجالس الذكر والعلم ومخالطة الأخيار، والابتعاد عن مجالس السوء، وتنبني على الصدق والأمانة والتناصح، والتعاون على فعل الخير، والابتعاد عن المعاصي والآثام.

2 – ثمرات الاستقامة:

زود الله عز وجل المسلم بالتوجيهات الربانية التي تؤدي إلى تنظيم حياته واستقامة فكره، ومن نعم الله عز وجل على المستقيمين المتقين أن حباهم الله عز وجل وأغدق عليهم من فضله، نذكر من ذلك:

  • طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله.
  • العصمة من الوقوع في المعاصي والمحرمات والتكاسل عن الطاعات.
  • حب الناس واحترامهم وتقديرهم للإنسان المستقيم.
  • الحصول على وعد الله في الجنة بأن لهم ما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم وتطلبه ألسنتهم.

رابط لتحيل من موقع البسان

44 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *