درس حق الغير: العمل الصالح للجذع المشترك

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – مفهوم العمل الصالح ومكانته في الإسلام:

1 – مفهوم العمل الصالح:

العمل الصالح: هو كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه عز وجل نية كانت أو قولا أو فعلا، فهو يشمل جميع أبواب الخير والإحسان.

2 – مكانة العمل الصالح في الإسلام:

إن للعمل الصالح مكانة كبيرة وعظيمة جدا في الإسلام، لأنه ثمرة من ثمار الإيمان، وربطه الله عز وجل بالفوز والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنهُ حَيَاةً طَيبَةً وَلَنَجْزِيَنهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، وبدونه يقع الإنسان في الخسران المبين، قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، كما أن به تتنزل الرحمات وتحل البركات، وتستجاب الدعوات وترفع الدرجات وتكفر السيئات، وبه يحصل الحفظ والرعاية والأمن والوقاية، وبه يثقل الميزان يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون.

II – شروط قبول العمل الصالح ومجالاته:

1 – شروط قبول العمل الصالح:

يشترط لقبول العمل شرطان:

• أن يكون خالصا لله تعالى لا يقصد به إلا وجهه.
• أن يكون العمل في ظاهره موافقا لسنة رسول الله ﷺ.
• ويعبر العلماء عن هذين الشرطين بقولهم: الإخلاص والمتابعة.

2 – مجالات العمل الصالح:

العمل الصالح لا يقتصر على عبادات معينة وحالات مخصوصة بل هو عام واسع ومفهوم شامل، فمن بنى مسجدا أو أنشأ مدرسة أو أقام مستشفى أو شيد مصنعا ليسد حاجة الأمة فإنه يكون بذلك قد عمل صالحا وله به أجر، ومن واسى فقيرا وكفل يتيما وعاد مريضا وأنقذ غريقا وساعد بائسا وأنظر معسرا وأرشد ضالا فقد عمل صالحا، ومن بر والديه وعف نفسه وغض بصره وأدى الأمانات وترك المحرمات وستر المسلمين فهو عمل صالح، قال ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»، وهذا من رحمة الله بهذه الأمة، فالله تعالى لم يحصر العمل الصالح في نوع أو جهة أو زمان أو مكان، حتى يوسع على هذه الأمة ويكثر المقبلين عليه، فعلى المسلم ألا يقتصر في العمل الصالح على ما لا يتعدى نفعه لصاحبه، بل عليه أن ينوع في الأعمال الصالحة، ويكثر من التي تتعدى منفعتها إلى صاحبها، قال رسول الله ﷺ: «أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»، وقال ﷺ أيضا: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».