وضعية الانطلاق:
بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي، سأل خالد أباه عن موقف الإسلام من خروج هذه المسيرات للمطالبة بتغيير أنظمة الحكم، فرد الأب قائلا: إن هذه التصرفات مخالفة للشريعة الإسلامية التي تدعو إلى لزوم الجماعة وطاعة
- ولي الأمر وعدم الخروج عليه.
- فما رأيك في رد الأب؟
أنشطة القراءة:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.
[سورة النساء، الآية: 58]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
».
[سورة الفتح، الآية: 10]
توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة النساء:
سورة النساء: مكية، عدد آياتها 176 آية، وهي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الممتحنة»، سميت بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام التي تتعلق بالنساء بدرجة لم توجد في غيرها من السور، تناولت جانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية، وقد تحدثت عن أمور تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع، ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت حول موضوع النساء.
ب – التعريف بسورة الفتح:
سورة الفتح: مدنية، عدد آياتها 29 آية، ترتيبها 48 في المصحف الشريف، نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية بعد سورة «الجمعة»، سميت بهذا الاسم لتناولها الحديث عن فتح مكة العظيم، تناولت هذه السورة الكريمة بجانب الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه شأنها شأن سائر السور المدنية.
قاموس المفاهيم الأساسية:
- أولي الأمر: كل مسلم قام حاكما على جماعة المسلمين.
- يبايعونك: يعطونك العهد والميثاق على السمع والطاعة.
- تنازعتم: اختلفتم في أمر من الأمور.
- فردوه إلى الله ورسوله: احتكموا إلى الكتاب والسنة.
المضامين الأساسية للنصوص:
- أمرنا الله تعالى بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة أولياء الأمور، وأمره تعالى بالاحتكام إلى شرع الله عند الاختلاف والتنازع.
- تؤكد الآية الكريمة أن بيعة المؤمنين لإمامهم هي عهد وميثاق يطوق أعناقهم، لذا حث الله تعالى المبايعين بالوفاء لأميرهم وحذر من نقض البيعة.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – إمارة المؤمنين وأسسها:
1 – مفهوم إمارة المؤمنين:
إمارة المؤمنين: مصطلح شرعي معناه القيام على شؤون الرعية بما يصلحهم دنيا وآخرة، وهي أعلى منصب في نظام الحكم الإسلامي، ويسمى أمير المومنين بالخليفة أو الحاكم أو ولي الأمر أو السلطان.
2 – حكم تنصيب أمير المؤمنين:
تنصيب أمير المؤمنين واجب شرعي بالكتاب والسنة والإجماع والعقل:
- الكتاب: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾.
- السنة: لتنصيب رسول الله ﷺ من يخلفه في المدينة المنورة أو في الصلاة أو الحج وغيرها، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: «دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ».
- الإجماع: لا خلاف بين علماء المسلمين على وجوب تنصيب إمام للمسلمين.
- العقل: حياة الأمة ورعاية مصالحها الدينية والدنيوية لا تستقيم إلا بوجود إمام / حاكم يرعى شؤونها ويدبر مصالحها وفق ما أمر به الله تعالى من الأحكام الشرعية.
II – أسس إمارة المؤمنين:
تقوم إمارة المؤمنين على أساسين اثنين:
- البيعة: يقصد بالبيعة إعطاء العهد بالولاء والطاعة لمن تتم مبايعته، وهي الأسلوب الشرعي في تنصيب رئيس الدولة الإسلامية “أمير المؤمنين”، وهي أساس الدستور الإسلامي في تشكيل السلطة العليا لتسيير شؤون المسلمين.
- أهل الحل والعقد: هم الذين يمثلون الأمة في تنصيب أمير المؤمنين قياما بفرض الكفاية في تقديم البيعة له نيابة عن الأمة بمجموعها، منهم أصحاب السمو الأمراء وعلماء الأمة وكبار رجالات الدولة ونواب الأمة ومستشاروها ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية.
III – مقتضيات البيعة في الإسلام (حقوق إمارة المؤمنين):
- السمع والطاعة لأمير المؤمنين فيما يأمر وينهى في غير محرم، لقوله النبي ﷺ: «عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَمَنْ أَمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ عَلَيْهِ وَلا طَاعَةً». رواه مسلم.
- لزوم الجماعة وعدم الخروج عن الإمام أو محاربته، قال ﷺ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ». رواه مسلم.
- النصرة والتأييد والدعاء والنصيحة/ لقوله ﷺ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ». رواه مسلم.
IV – الغايات والمقاصد السامية من إمارة المؤمنين (واجبات إمارة المؤمنين):
المقاصد الشرعية لإمارة المؤمنين:
- حفظ الدين والعقل والدماء والأموال والأعراض …، من الاعتداء والانتهاك.
- توحيد المرجعية الدينية للأمة وحفظ خصوصيتها المذهبية، صونا لها من الفرقة والنزاع.
- رعاية الفتوى وتنظيم الشأن الديني بالإشراف على الفتوى والاجتهاد والسياسة الشرعية والاهتمام بأمور العبادات وصون المقدسات.
- إقامة العدل بصون الحقوق وحفظ الحريات.
- حماية حوزة البلاد وأمن العباد من كل عدو داخلي أو خارجي يهدد سيادة الأمة وأمن مواطنيها.
عرض التعليقات
شكرا بزاف لك
شكرا كثيرا لكم ❤
زهور شكرا جزيلا
شكرآ لكم ، قد فهمت الدرس جيدا ✨💙
Thank youu olh ela nfe3tuuna🖤
ARIGATO KOSAYMASU
شكرا جزيل لكم على مساعدتكم لنا في دروس اسعدكم الله
Thank you very much ❤️
شكرا كثيرا على مساعدتكم لنا
Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii