البيئة: لغة: مشتقة من فعل بوأ، أي نزل وأقام، والتبوء هو التمكين والاستقرار، والبوأ هو الإقرار واللزوم، وتطلق حاليا عند المتحدثين على المكان أو الحيز أو المحيط، واصطلاحا: هي الوسط أو المجال الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على كل احتياجاته من غذاء ومسكن ودواء …، وهي أيضا المحيط الذي سخره الله بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والاجتماعية قصد إشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته.
تعتبر الشريعة الإسلامية حفظ البيئة واحترام حقوقها من القيم الإسلامية والمعاني الروحية، حيث قال رسول الله ﷺ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ»، فحماية البيئة أمانة ومسؤولية يتطلبها الإيمان وتقتضيها عقيدة الاستخلاف في الأرض، فإذا كان من ثمرات الإيمان الصادق إخلاص العبادة لله، فإن من ثمراته أيضا مراعاة الأحكام المرتبطة بحماية البيئة وعدم الإفساد فيها، قال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾، لذلك كان رسول الله ﷺ يوجه سلوكات الأفراد إلى الأعمال الصالحة لأنها من سمات الإيمان، من ذلك ربط الغرس والزرع والمحافظة على النظافة والماء والحيوان …، بالصدقة الجارية والأجر والثواب، قال ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ»، وقوله عليه السلام أيضا: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ».
عرض التعليقات
شكرا جزيلا