حق الأجير في الإسلام
مدخل تمهيدي:
خلق الله عز وجل الناس، وقسم بینهم معیشتهم، وجعل بعضهم یحتاج إلى بعض، وأرشدهم لسبل تبادل المنافع والأعمال، ومنها الإجارة.
- فما المراد بالإجارة؟
- وما هي حقوق الأجیر في الإسلام؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿… وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
[سورة الأعراف، الآية: 85]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ».
[رواه مسلم]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة الأعراف:
سورة الأعراف: مكية ما عدا الآيات من 163 إلى 170 فهي مدنية، عدد آياتها 206 آية، وهي السورة السابعة في ترتيب المصحف الشريف، نزلت بعد سورة “ص”، سميت بهذا الاسم لورود ذكر اسم الأعراف فيها، وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وهي أول سورة عرضت في قصص الأنبياء، ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله جل وعلا، وتقرير البعث والجزاء، وتقرير الوحي والرسالة.
ب – التعريف بأبي هريرة:
أبو هريرة: هو عبد الرّحمن بن صخر الدوسي الملقب بأبي هريرة، ولد في مدينة الحجاز في عام 19 قبل الهجرة، كان اسمه عبد شمس أبو الأسود في الجاهلية، اعتنق الإسلام بينما كان يبلغ من العمر 16 عاما، وقد سماه الرسول ﷺ عامراً، شهد غزوة خيبر مع الرسول ﷺ، كما صحبه حوالي أربع سنوات، ويعد معجزة من معجزات النبوة، لهذا كان من أكثر الصحابة روايةً للحديث، كان أبو هريرة تقيّاً ورعاً، لم يكن يرد الإساءة بالإساءة، تُوفي بعد وفاة الرسول ﷺ بــ 47 عاما، حيث أخذ الله أمانته في عام 57 هـ، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب 78 عاما.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- ولَا تَبْخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ: ولا تنقصوهم حقوقهم فتظلموهم.
- وَلَا تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا: ولا تفسدوا في الأرض، بالكفر والظلم، بعد إصلاحها بشرائع الأنبياء السابقين عليهم السلام.
- ذَٰلِكُمْ خَيْرٌۭ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ: ذلك الذي دعوتكم إليه خير لكم في دنياكم وأخراكم، إن كنتم مصدقيَّ فيما دعوتكم إليه، عاملين بشرع الله.
- خَصَمْته: بِالتَّخْفِيفِ أَيْ غَلَبْته فِي الْخُصُومَة.
- أَعَطَا بِي: أَيْ عَهِدَ أَنَّهُ يُعْطِينِي.
- ثُمَّ غَدَرَ: أَيْ مَا وَفَّى بعهده.
- وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ: أي أخذ منه ما يريد.
- وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ: عدم إعطاء الأجر يكون: إما بعدم إعطائه الأجر مطلقاً، أو بعدم إعطائه الأجر كاملاً، واقتطاع جزء منه.
2 – المعاني الأساسية للنصوص:
- نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن أخذ حقوق الناس، والإفساد في الأرض.
- الغادر، وأكل ثمن المشتري، وأكل ثمن الأجير يكون الله خصمهم يوم القيامة.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – دور نظام العقود الإسلامي في حماية حق الأجير والمستأجر:
1 – مفهوم الأجير:
الأجير: هو العامل لغيره مقابل أجر سواء كان نقدا أو منفعة، وسواء كان المستخدم فردا أو شركة أو دولة.
2 – حقوق الأجير في الإسلام:
من أهم الإجراءات التي أمر الله تعالى بها لحماية حقوق الأجير والمستأجر كتابة العقود المالية، ويجب أن تشمل:
- تحديد نوع العمل: بشرط عدم تحميله ما لا طاقة له به، ومنحه وقتا للراحة والصلاة، ومراعاة أحواله المرضية، لقوله ﷺ: «لَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ».
- تحديد أجرة العمل: بحيث لا يجوز استئجار أجير دون أن يعلم أجره، فقد نهى النبي ﷺ عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره.
- تحديد أجل العمل: باليوم وبالساعة وضمان حقه في الراحة والعطلة، ومراعاة أحواله المرضية.
II – حقوق وواجبات الأجير:
1 – حقوق الأجير:
إذا كان للأجير حقوق على المستأجر فإن كذلك لهذا الأخير حقوق لابد من مراعاتها، ومنها:
احترامه.
- عدم تحمیله ما لا طاقة له به أو ظلمه أو الاعتداء علیه.
- منحه وقتا للراحة والصلاة.
- مراعاة أحواله المرضیة وتوفیر الظروف الملائمة لصحته أثناء الشغل.
- إعطاؤه أجره كاملا بانتهاء العمل الموكول إلیه وعدم التماطل في ذلك. :
2 – واجبات الأجیر:
- أن یحرص الأجير على أداء العمل بإتقان، ووفق شروط العقد أو الاتفاق.
- الإخلاص في عمله.
- حفظ الأسرار.
- الحفاظ على ممتلكات مستأجره.
- الأمانة في أداء العمل.
III – مزايا ونتائج الحفاظ على حق الأجير:
1 – مكانة العمل في الإسلام:
حث الإسلام على العمل الشريف وكره السؤال وطلب الناس والاعتماد على الغير، عن النبي ﷺ، قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ»، وقال عليه السلام أيضا: «اليَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى».
2 – مزايا ونتائج الحفاظ على حق الأجير:
- حفظ ماله مما يفر له المال لينفقه على أسرته وعلى نفسه.
- حفظ أسرته من ذل السؤال والحاجة والضياع والتشرد، وضمان لها العيش الكريم والطمأنينة.
- صلاح الأجير، وصلاح المجتمع، مما يؤدي إلى تراجع الجريمة.
Mrccc beaucoup
Merci
Maw9i3 wa3r Merci
Maw9i3 wa3r wzwin
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
بزاااااااااااااااااااااااااآااااف mihfadati a7san maw9i3
Merci beaucoup
meciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii beaucoup