درس حسن الجوار الثالثة إعدادي في التربية الإسلامية

حسن الجوار

مدخل تمهيدي:

اعتنى الإسلام بالجار وأولاه اهتماما بالغا حتى كاد “أن يورثه”.

  • فلماذا اهتم الإسلام بالجار؟
  • وما حكم من يؤذي جيرانه؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا﴾.

[سورة النساء، الآية: 36]

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ …».

[صحيح البخاري]

I – دراسة النصوص وقراءتها:

1 – توثيق النصوص:

أ – التعريف بسورة النساء:

سورة النساء: مكية، عدد آياتها 176 آية، وهي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الممتحنة، تبدأ السورة بأحد أساليب النداء “يا أيها الناس”، تحدثت السورة عن أحكام المواريث، سميت بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام التي تتعلق بهن بدرجة لم توجد في غيرها من السور، وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم شؤون المسلمين، حيث تحدثت عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع.

ب – التعريف بأبي هريرة:

أبو هريرة: كان اسمه في الجاهلية “عبد شمس”، وعبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي في الإسلام، ولقبه أبو هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها، وقد ولد في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة، أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي، أبو هريرة من كبار الصحابة، وأكثرهم رواية لحديث رسول الله ﷺ، وقد تُوُفِّي بالمدينة سنة سبع وخمسين، وله من العمر ثمانٍ وسبعون سنة.

II – فهم النصوص:

1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

  • وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى: أي الجار القريب.
  • وَالْجَارِ الْجُنُبِ: أي الجار الأجنبي الذي لا قرابة بينك وبينه.
  • وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ: هو الرفيق في السفر،أو في غيره كالعمل.
  • وَابْنِ السَّبِيلِ: أي المسافر الغريب الذي انقطع عن بلده وأهله.
  • وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ: المماليك من العبيد والإِماء.

2 – استخلاص المضامين الأساسية للنصوص:

  • أمر الله تعالى عباده بتوحيده والإحسان إلى الوالدين، وبيانه سبحانه لأنواع الجيران الذين يجب الإحسان إليهم.
  • الإحسان إلى الجار من أسس الإيمان بالله واليوم الآخر.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – حسن الجوار: مفهومه، أنواعه، حكمه، حدوده وأسسه في الإسلام:

1 – مفهوم الجار:

الجار: هو مَن جاورك في السكن أو في العمل أو السوق أو المزرعة أو الدراسة …، سواءٌ كان مسلمًا أو كافرًا.

2 – أنواع الجيران:

الجيران ذوي الحقوق الواجبة في الإسلام ثلاثة، هم:

  • الجار القريب المسلم: له عليك ثلاثة حقوق في الإسلام: العقيدة، والقرابة، والجوار.
  • الجار البعيد المسلم: له عليك حقان في الإسلام: العقيدة، والجوار.
  • الجار الكافر: له عليك حق واحد في الإسلام: الجوار.

3 – حكم الإحسان إلى الجار:

الإحسان إلى الجار واجب بالكتاب والسنة، حتى مع اختلاف العقيدة، لقوله ﷺ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ»، قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟. قَالَ: «الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ».

4 – حدود الجوار:

أربعون دار جار، فالذي يبعد عنا بأربعين بيتا جار لنا، سواء عن اليمين أو الشمال، وفي جميع الجهات سواء كان الجوار في المسكن أو الدكان …

5 – أسس حسن الجوار في الإسلام:

  • الأساس الإعتقادي: فحسن الجوار من الإيمان لقوله ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ».
  • الأساس التعبدي: إذ يعد الإحسان الى الجار من العبادات يثاب فاعلها.
  • الأساس الأخلاقي: فمن حسن الأخلاق ومن جماله الإحسان إلى الجار، قال ﷺ: «وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ».

II – مقاصد حسن الجوار وحقوق الجار ومنغصاته:

1 – مقاصد حسن الجوار في الإسلام:

  • إرساء الأمن الإجتماعي.
  • نيل رضى الله.
  • إنشاء مجتمع متلاحم وقوي.
  • إقامة السلام العالمي بين الدول والشعوب.

2 – حقوق الجار:

لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهم هذه الحقوق:

  • تفرح له بالخير وتطلب من الله أن يكف عنه الشر.
  • تتبسم في وجهه وتناديه بأحب الأسماء إليه، وتوسع له المقعد، وتكرمه بطلاقة الوجه.
  • إعانته وقت طلبه، إذا افتقر مددت يد المساعدة إليه، وإذا استقرضك أقرضته.
  • إن مرض عدته، وإذا أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته.
  • إذا مات اتبعت جنازته، وواسيت أهله من بعده بما تستطيع.
  • لا ترفع عليه البنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه.
  • لا تنظر لما بداخل بيته لا من باب ولا من نافذة ولا من سطح كأن يكون بيتك أعلى من بيته.
  • لا تؤذه بريح الطبخ إلا أن تهب له منه، وإذا اشتريت فاكهة فاهد له منها.
  • بادر باستشارته إن كان ذو رأي سديد، وامنحه مشورتك إذا طلبها منك.
  • إذا عرض لك رغبة في التحول من دارك وأردت بيعها فاعرض عليه أمرها ولا تدخل عليه جار سوء.

3 – ما يفسد العلاقة بين الجيران:

  • التكبر.
  • إهمال النظافة.
  • رفع صوت المذياع أو التلفاز.
  • النزاعات بين الأبناء.
  • الغيبة والنميمة.
  • التجسس.
  • فضح الأسرار.
  • الأنانية وحب الذات.
  • الحسد.
  • التباهي.
  • كثرة الزيارة …

رابط التحميل من موقع البستان

6 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *