ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على عدة أسس طبيعية وبشرية وتنظيمية، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا اقتصاديا، وقد مكنتها قوتها هذه من بروزها كقوة سياسية تأثر على القرارات السياسية العالمية، وتفرض ثقافتها على كل شعوب العالم.
تتجلى المؤهلات الطبيعية في تنوع التضاريس والمناخ:
يتألف سكان الولايات المتحدة الأمريكية من أجناس مختلفة كالهنود الحمر (السكان الأصليون)، والأوربيون الذين يشكلون الأغلبية (أغلبهم من أصل إنجليزي)، ثم السود (من أصل إفريقي)، والأسيويون (الصينيين واليابانيين)، وقد غرفت الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا في عدد السكان بسبب الهجرات والتكاثر الطبيعي، ففي سنة 1800م كان عدد السكان 5 مليون نسمة، وفي سنة 1900م بلغ 76 مليون نسمة، وفي نسمة 2000م بلغ 281 مليون نسمة، ويرجع ذلك إلى الهجرات المتتالية من العالم القديم إلى القارة الجديدة حيث استقر من 50 مليون مهاجر بالولايات المتحدة، مما دفع إلى تقنين الهجرة، وعرفت البلاد نموا ديموغرافيا بعد الحرب العالمية الثانية وصلت نسبته 2,5% إلى حدود 1975م، ثم انخفضت إلى 0,6% منذ 1995م، ويتوزع السكان بشكل غير منتظم ويتركز أغلبهم في المناطق الشمالية الشرقية (اكبر مدنها نيويورك)، لكونها المناطق الأولى لاستقرار المعمرين الأوربيين، بالإضافة إلى المدن الكبرى في الغرب مثل لوس أنجليس وسان فرانسيسكو، ويشكل السكان في الولايات المتحدة الأمريكية رغم اختلاف أجناسهم قاعدة هامة لازدهار اقتصادها في إطار النظام الرأسمالي، حيث توفر البنية العمرية نسبة هامة من السكان النشيطين 66%.
تتجلى في أهمية البحث العلمي وقوة التركيز الرأسمالي، وهو نوعان:
وعلى مستوى رأس المال، يتم التركيز لتشكيل الهولدينغ (مؤسسة مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات الصناعية والبنكية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها)، وتستثمر الولايات المتحدة نسبة 2,7% من ناتجها الداخلي الخام في البحث العلمي، وتمول السلطات العمومية نسبة 12,3% من أبحاث المقاولات، وتتوزع ميادين البحث العلمي عبر مختلف مناطق البلاد.
منها ارتفاع الإنتاج وتنوعه وأغلبه موجه للتصدير، وأهم المنتجات الزراعية: القمح 57 مليون طن (الرتبة الثالثة عالميا) ويتم إنتاجه في النطاق الربيعي مع إدخال الشعير والشمندر، وفي النطاق الشتوي مع إدخال السرغو، والذرة 280 مليون طن (الرتبة الأولى عالميا) وتزرع في نطاق الذرة مع إدخال مزروعات أخرى مثل الصوجا، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الصوجا والتبغ والخضر والفواكه، والثانية في إنتاج القطن والشمندر، والرابعة في تربية الأبقار والصيد البحري، والأولى في إنتاج الدواجن.
أما العوامل المساعدة، فمنها: الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، ومنها البشرية كاستعمال أساليب وتقنيات حديثة تتمثل في المكننة والسقي واستعمال الأسمدة والمبيدات وتطبيق نتائج البحث العلمي، إضافة إلى التركيز الرأسمالي، مما يبرز اندماج الفلاحة مع القطاعات الأخرى مثل ظاهرة “الأكروبيزنس”، وتقدم الدولة مساعدات للفلاحين وتتدخل للمحافظة على التربة وخصوبتها.
تتجلى في ارتفاع الإنتاج الصناعي وأهم الصناعات الأساسية (الثقيلة) صناعة الصلب (الرتبة الثالثة عالميا)، ثم صناعة الألمنيوم (الرتبة الرابعة عالميا)، و بالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في إنتاج المطاط الاصطناعي وعجين الورق والسيارات، والمرتبة الثانية في إنتاج الطائرات، وفي الصناعات العالية التكنولوجيا تبقى الشركات الأمريكية هي المسيطرة على المستوى العالمي، كما تتوفر الولايات المتحدة على صناعات أخرى قوية غذائية متعددة وصناعة سينمائية.
أما العوامل المفسرة لهذه القوة، فتتمثل: في وفرة المعادن ومصادر الطاقة حيث تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الكهرباء والثانية في إنتاج الفحم الحجري والغاز الطبيعي والثالثة في إنتاج البترول، إضافة إلى تطور المستوى التقني وتوفر اليد العاملة وأهمية دور الدولة والبحث العلمي والسوق الاستهلاكية.
وتتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية، وهي: الشمال الشرقي: وهو مجال صناعي قديم ويعد أقوى منطقة صناعية في العالم، ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل طبيعية وبشرية وتاريخية، ثم الجنوب والساحل الغربي حيث ترتكز الصناعة على البترول والكهرباء والرساميل واليد العاملة المتوفرة.
تمثل التجارة الخارجية الأمريكية 18% من المبادلات الدولية، وتشكل المنتجات الصناعية 82% من مجموع الصادرات الأمريكية، والمواد الفلاحية 3,1% خاصة الحبوب، وأهم الواردات تتمثل في المواد الأولية والبترول وبعض المنتجات الفلاحية المدارية كالشاي والبن والفواكه، ومواد استهلاكية مصنعة، وأهم الزبناء آسيا وكندا والمكسيك والاتحاد الأوربي، وقد ساعدت عدة عوامل على قوة التجارة الأمريكية، منها: وفرة الإنتاج الفلاحي والصناعي، وتوفر وسائل وطرق المواصلات وشركات التسويق، إضافة إلى دور الدولة في عقد الاتفاقيات والتكتلات التجارية، ورغم قوة التجارة الخارجية الأمريكية فإن ميزانها التجاري عاجزا نظرا لصعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات.
منها الكوارث الطبيعية كالأعاصير في الجنوب والجنوب الشرقي من ولايتي فلوريدا ولويزيانا، والزلازل في الواجهة الغربية خاصة في ولاية كاليفورنيا، ومشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية، وكذلك استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بسبب السقي وتلوثها بفعل كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية، وتدخلت الدولة للمحافظة على التربة والتشجبع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتها، كما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما يشكل خطرا على البيئة، وعلى المستوى الاجتماعي، يعتبر المجتمع الأمريكي استهلاكيا، لكن اختلاف الدخل الفردي بين الطبقات وضعفه بالنسبة للعاطلين والعمال السود يؤدي إلى ضعف القدرة الشرائية لهذه الفئات، فتظهر مشاكل اجتماعية مختلفة.
منها صعوبة التصدير بفعل المنافسة الأجنبية وارتفاع قيمة الدولار مما سبب عجز الميزان التجاري الأمريكي ودفع الولايات المتحدة إلى القروض الداخلية والخارجية، كما أصبحت المصنوعات الأجنبية تغزو الأسواق الأمريكية، وتنهج الدولة سياسة إمبريالية تضمن غزو الأسواق والحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة، وتتخذ هذه السياسة عدة أساليب، منها: الاعتماد على المؤسسات المتعددة الجنسية، وسياسة المساعدات الخارجية للعالم الثالث، والاستثمارات في الخارج، والتدخل في الحروب قصد تصريف الإنتاج وتنميته.
ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على قوة أنشطتها الفلاحية والصناعية والتجارية والمالية، ورغم ذلك تواجهها تحديات داخلية وخارجية متواصلة.
عرض التعليقات
شكرا على هدا معلومات قيمة
شكرا جزيلا
mrc bqp
شكراا على هذه المساعد
MERCI BEAUCOUP
merci beacoup but rah hadshy baqy twil shweya qun hit dertou tlkhiss kter ola dirou ghy khutata
Thank you next
thank youu
zwiiiiin bzaf walakin kon ghir lkhstoh chwiya
merci beacoup