تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة اقتصادية في العالم، وذلك بفضل استثمارها الجيد لمواردها الطبيعية ومؤهلات البشرية وتطورها التكنولوجي الهام وتنظيمها الرأسمالي المحكم، ومع ذلك فالاقتصاد الأمريكي لا يخلوا من عدة مشاكل.
تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب (القمح، الذرة، الشعير، الأرز)، والمزروعات الصناعية (الصوجا، القطن، الشمندر، قصب السكر)، وبعض أنواع الخضر والفواكه، وتمتلك قطيعا مهما من المواشي، كما تعد الولايات المتحدة الأمريكية أول مصدر عالمي للمنتجات الفلاحية من بينها القمح والذرة والصوجا، ويتمركز النشاط الفلاحي الأمريكي في السهول الكبرى (الوسطى) التي تعتبر أكبر مجال فلاحي في العالم، إلى جانب المناطق الساحلية في شرق وغرب وجنوب البلاد، في المقابل فالنشاط الفلاحي ضعيف في الغرب الداخلى.
تحتل الولايات المتحدة الأمريكية مراتب جد متقدمة في مختلف الصناعات سواء منها الأساسية أو التجهيزية والاستهلاكية، ومن بين هذه الصناعات: صناعة الصلب والسيارات والصناعة الكيماوية والصناعات العالية كصناعة الإلكترونيك والمعلوميات والطائرات ومعدات غزو الفضاء، وتضم الولايات المتحدة الأمريكية مناطق صناعية رئيسية هي:
تحتكر الولايات المتحدة الأمريكية ما يناهز خمس التجارة العالمية، وتعتبر أول مصدر ومستورد عالمي، ويشكل قطاع التجارة والخدمات الجزء الأكبر من الناتج الداخلي الخام، وتتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع مختلف دول العالم، خاصة دول القارة الأمريكية ودول آسيا وأوربا الغربية، وتغلب المنتجات الصناعية على الصادرات والواردات الأمريكية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أول مستثمر خارجي في العالم، وتتمركز استثماراتها في أوربا وأمريكا اللاتينية وآسيا وكندا، في نفس الوقت تعتبر أول بلد في العالم مستقطب لرؤوس الأموال الأجنبية.
تستفيد الفلاحة الأمريكية من ظروف طبيعية ملائمة، تتمثل في غلبة السهول والمنخفضات المتركزة في وسط وشرق البلاد، بالإضافة إلى خصوبة التربة، وتنوع المناخ، والتوفر على أطول شبكة نهرية في العالم (نهر المسيسيبي وروافده)، أما الصناعة الأمريكية فتستفيد من وفرة الثروات الطبيعية، حيث تعد من أهم الدول المنتجة لمصادر الطاقة كالفحم الحجري والبترول والغاز الطبيعي، وكذا للمعادن كالحديد والنحاس والفوسفاط، لكن رغم ذلك تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستيراد أمام قوة التصنيع، وتضم ثالث تجمع سكاني في العالم بفعل استقبالها للمهاجرين وضمنهم الأطر العليا، وينتج عن ذلك وفرة اليد العاملة والسوق الاستهلاكية، وتتميز الولايات المتحدة الأمريكية بالتنوع العرقي وارتفاع نسبة الساكنة الحضرية، ويتباين التوزيع الجغرافي لساكنة الولايات المتحدة الأمريكية حيث ترتفع الكثافة السكانية في المنطقة الشرقية والساحل الغربي بسبب ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية النشاط الاقتصادي، في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في الغرب الداخلي أمام قساوة الظروف الطبيعية وهزالة النشاط الاقتصادي.
يقوم النظام الرأسمالي الأمريكي على ثلاث مبادئ، هي:
وتتلخص مميزات النظام الرأسمالي في النقط الآتية:
وتتداخل الفلاحة مع القطاعين الثاني والثالث في إطار ما يعرف “أكريبيزنيس”، وتستخدم التقنيات والأساليب الحديثة.
تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية شركات عملاقة تستثمر أموالها في مختلف بلدان العالم تعرف باسم الشركات المتعددة الجنسية، وتكرس هذه الشركات هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، وتضمن لها تسويق المنتوجات الصناعية وتزويدها بالمواد الأولية، كما تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على أطول شبكة للمواصلات في العالم، والتي تتميز بتنوعها، حيث تشمل المواصلات البرية (الطرق، والسكك الحديدية)، والمواصلات المائية (البحرية والنهرية)، والمواصلات الجوية، بالإضافة إلى شبكة أنابيب البترول والغاز الطبيعي، وشبكة المواصلات السلكية واللاسلكية.
بالرغم من كونها قوة اقتصادية عظمى (بالنظر إلى فلاحتها المتقدمة، وصناعتها المتطورة، وتجارتها القوية) لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تواجه عدة مشاكل وتحديات تزداد حدة مع زيادة المنافسة العالمية في ظل العولمة خاصة من طرف الإتحاد الأوربي والقوى الاقتصادية الصاعدة.
عرض التعليقات
شكراً
ينقص الدرس الكثير من المعلومات
tanks
شكرا
شكرا
merci beaucoup
شكراً