فإن الهجرة لها معان جليلة، من وقف عليها يزداد بصيرة في دينه، وثباتا عليه، وشوقا إلى أهلها الذين هاجروا، تاركين الأهل والأولاد وتاركين كل ما نهى الله عنه، ويعلم أن الإسلام ما وصل إلينا على ضفاف الأنهار، ولا بغرس الأشجار، بل وصل إلينا عبر رجال امتزج الإسلام بدمائهم، فراحوا يدافعون عنه بكل ما يملكون.
كلما حلت ذكرى الهجرة النبوية إلا وكثر الحديث في خطب الجمعة ودروس المساجد ووسائل الإعلام عن هذا الحدث البارز، بالتركيز في غالبها على الوقائع والأحداث التي عرفتها مراحلها وأطوارها، دون الإشارة إلى المغزى لهذه الهجرة في الواقع.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.
[سورة الحشر، الآية: 10]
عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».
[صحيح البخاري، كتاب: الإيمان، باب: الانتهاء عن المعاصي، حديث رقم : 10]
سورة الحشر: مدنية، وعدد آياتها 24 آية، ترتيبها 59 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة البينة”، وسميت بهذا الاسم لأن الله تعالى حشر اليهود وجمعهم خارج المدينة المنورة، وأيضا فإن الله عز وجل هو الذي يحشر الناس ويجمعهم يوم القيامة للحساب، يدور محور السورة حول (غزوة بنى النضير) وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول ﷺ فأجلاهم عن المدينة المنورة، وفي هذه السورة الحديث عن المنافقين الذين تحالفوا مع اليهود من أجل محاربة الإسلام والمسلمين.
عبد الله بن عمرو بن العاص: هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السَّهْمي، أسلم قبل أبيه، كان يسمى العاص تبعا لاسم جده، فسماه النبي ﷺ عبدَ الله، كان مثالا للفضيلة والانقطاع للعبادة والنسك، جمع بين العلم والعمل، واشْتُهِرَ بكثرة الحديث والاجتهاد، وصحّ عنه كثرة صيام النهار وقيام الليل والزهد والعمل للآخرة، حتى كبر وضعف وكُفَّ بصرُه، وهكذا أفنى حياته بين جمع العلم ونَشْرِهِ، والجهاد والتعبد في المسجد، حفظ عبد الله القرآن أولاً بأول وتدبرَّ معانيه، وكانت له عناية كبيرة بالحديث النَّبوي، ولما كان يجيد القراءة والكتابة أباح له النبي ﷺ كتابة الحديث، جمع ما كتب في صحيفة سمّاها «الصحيفة الصادقة»، توفي عن عمر اثنتين وسبعين سنة.
عرض التعليقات
T’hanks
Zwin bzaf ,olmohtaw dylo mofid ,merci
شكرا جزيلا لكم ❤️🙏
شكرا من اعماق قلبي 👍
شكرا شكرا جزيلا لكم على هذا المجهود الساق ❤️☺️
شكرا .شكرا جزيرا بارك الله فيك ❤❤❤
تبارك الله عليكم درس في مستوى
شكرا جزيلا .
اللهم وفقنا جميعا يا رب
شكراا
درس جميل شكرااااااا