تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – مفهوم النظر والتفكر ومجالاتهما:
1 – مفهوم النظر:
النظر: لغة: يفيد تأمل الشيء بالعين، فنقول: نظرت إلى الشيء بمعنى أبصرته وتأملته بعيني، واصطلاحا: التأمل والتدبر بالقلب مع إعمال العقل وعدم تعطيله لإمعان النظر في الآيات الكونية الدالة على خالق الخلق ومدبر النظام في الكون.
2 – مفهوم التفكر:
التفكر: لغة: إعمال الخاطر في الشيء وتردد القلب فيه تأملا، واصطلاحا: يعني ملاحظة المعقول لتحصيل المجهول، والحقيقة أنه عمل قلبي مستمر مرتبط بفعل العقل، وهي ليست عملية مقصودة لذاتها بقدر ما ينتظر منها تحصيل العلم والطاعة.
3 – مجالات النظر والتفكر:
- التفكر في النفس: وهي من أعظم صور العبادة، وقد أمر الله تعالى بضرورة التفكر في النفس متتبعا آثار الحكمة والتقدير فيها، قال تعالى: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾، وقال سبحان: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾.
- التفكر في الكون والآفاق: وهو السبيل لإدراك عظمة الله عز وجل وتحقيق الإيمان الصادق، لأن الله تعالى يعبد بعلم، والعلم بخلقه ومخلوقاته أصل في صلاح الدنيا، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾، ونلاحظ أن الكثير من الغربيين الذين أسلموا كان إعمال الفكر والتدبر هو سبيلهم للوصول إلى حقيقة الإيمان بالله وإدراك عظمته عن يقين، ونذكر منهم العالم “جاك كوستو Jacques-Yves Couste” الذي اكتشف أن هناك حاجزا غير مرئي بين المياه المالحة والأنهار العذبة، بحيث تعيش الأسماك في كلا البحرين على بعد سنتمترات دون اختراق الحاجز، ولما فوجئ بوجود آيات تدل على ذلك في القرآن، في قوله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾، أعلن إسلامه بسبب هذا الإعجاز العلمي العظيم.
4 – فوائد التفكر:
- الاتصال الدائم بالله تعالى وتوثيق الصلة به.
- كثرة العلم واستجلاب المعرفة.
- ترسيخ الإيمان وتنميته إلى درجة اليقين.
- استشعار الرقابة الإلهية وتحصيل الخشوع والخشية من الله سبحانه.
- ترسيخ محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
II – علاقة النظر والتفكر بالعلم والإيمان:
للتفكر والنظر في الكون والنفس بالغ الأثر على الفرد من حيث الرقي به في مدارج ورحاب المقامات الإيمانية التي ترفع المتصف بها من مستوى عموم الناس إلى مصاف العارفين المتذوقين لحلاوة الإيمان عن علم، ففعل التفكر يورث العلم، والعلم يسمو بصاحبه ليصل به درجات متقدمة من الإيمان، بحيث كلما ازداد علمه ازداد إيمانه، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، والخشية لا شك دليل الإيمان ونتيجة العلم، وهذا ظاهر بجلاء في كل متكبر بغير حق إذ يصرف عن هذا الخير العميم، قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾، فلا إيمان بدون علم، ونواة العلم التفكر.
عرض التعليقات
جزاكم اللّٰه خيرا على المجهودات
ولكن الخلل الذي يعيقنا هو عدم وجود ترقيم في الأيات مما يجعلنا نخطأ عند وضع الترقيم.
المرجو مراجعت الخطأ
نعم انا اتفق معك لاننا نخطأ في وضع الترقيم