بينما أنت تشاهد برنامجا وثائیا موضوعه الأزهار والأشجار، سمعت المعلق یقول: انظروا إلى ما صنعته الطبیعة !؟
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ۩وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ۩تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ﴾.
[سورة ق، الآيات: 6 – 8]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ».
[أخرجه البخاري]
أ – التعريف بسورة ق:
سورة ق: مكية إلا الآية 38 فهي مدنية، عدد آياتها 45 أية، ترتيبها 50 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة المرسلات، تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية (الوحدانية، الرسالة، البعث)، لكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع البعث والنشور حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص للسورة الكريمة، وقد عالجه القرآن بالبرهان الناصع والحجة الدامغة.
ب – التعريف بعائشة رضي الله عنها:
عائشة رضي الله عنها: هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي ﷺ، وأشهر نسائه، ولدت بمكة المكرمة سنة تسع قبل الهجرة، كنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وبالحميراء لغلبة البياض على لونها، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية التي قال فيها رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أُمِّ رُومَانَ»، توفيت رضي الله عنها بالمدينة المنورة ليلة الثلاثاء 17 رمضان 58 هـ.
النظر في الكون: النظر والتفكر من صفات العلماء، ومن أعظم العبادات التي تقود إلى الخشوع لله، فالنظر في جمال الكون والمخلوقات هو من التفكر في خلق الله عز وجل وجميل صنعه، وقد أمر الإنسان بالنظر فيه لاكتشاف نظامه المحكم وتناسقه المتقن وروعة بنائه ودقة صنعه، وقد أمر الله تعالى عباده بالتأمل والنظر في الكون لاستجلاء عظيم صنعه سبحانه، وتنوع الموجودات فيه برا وجوا وبحرا، فكل مخلوق مهما صغر حجمه أو كبر يدل دلالة كبرى على عظمة الخالق عز وجل.
دعا الله تعالى عباده إلى التفكر في خلق السماوات والأرض لإدراك عظمته في جمیل إبداعه ودقة صنعه، لكن الناس في علاقتهم بالكون ینقسمون إلى قسمین، هما:
بعد أن بین الله أن الكون علامة للعاقلین یستدلون بها على عظمته، ووجوده، ووحدانیته، ذكر صفة سلوكیة عملیة تبرز مدى صدقهم واعتبارھم، وهي الاستغراق في ذكره وشكره، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، لذا فالتفكر في ملكوت السماوات والأرض سبیل الامتثال لأوامر الله واجتناب نواھیه وخشیته في السر والعلن، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.
عرض التعليقات
شكرا على الموضوع سوف استفيد منه كثيرا انه أفضل من الدرس الذي ندرسه في المدرسة
meeeerciiiiiii
الشكر الجزيل لكم على هذه المعلومات التي تفيد الإنسان
جزاكم الله عني وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء بارك الله فيكم حياكم الله وبياكم
شكرا على المعلومات
rai3
chokran
شكرررا
شكراً على هذه المعلومات