ساهمت عدة عوامل في التوسع العثماني الذي بلغ أوجه في القرن 16م، والذي واكبته بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي.
استغل عثمان الأول ضعف الإمبراطورية البيزنطية والدولة السلجوقية ليؤسس إمارة تركية في شمال غرب الأناضول (أسيا الصغرى)، كما تابع خلفاء عثمان الأول توسيع نفوذ الدولة العثمانية في شبه جزيرة الأناضول، وانتقلوا بعد ذلك إلى الجزء الأوربي حيث اقتطعوا بعض المناطق من شبه جزيرة البلقان على حساب الإمبراطورية البيزنطية.
أعاد السلطان محمد الأول حدود الدولة العثمانية إلى ما قبل سنة 1402م (تاريخ هزيمة العثمانيين أمام المغول)، وتابع خلفه مراد الثاني توسيع النفوذ العثماني في البلقان، وفي سنة 1453م فتح السلطان محمد الثاني (الفاتح) مدينة القسطنطينية، وقضى بذلك على الإمبراطورية البيزنطية وسيطر على أراضيها.
في عهد السلطان سليم الأول (1512-1520) استولى العثمانيون على بلاد الشام ومصر والحجاز، وفي عهد السلطان سليمان القانوني (1520-1566) وخلفه سليم الثاني (1566-1574) حقق العثمانيون توسعا كبيرا، حيث سيطروا على كل من ليبيا وتونس والجزائر والعراق واليمن، بالإضافة إلى بعض بلدان أوربا الشرقية، أما في عهد السلطان مراد الثالث (1574-1595)، فقد بسط العثمانيون نفوذهم على جورجيا وأذربيدجان بمنطقة القوقاز.
منح العثمانيون لأهل الكتاب (المسيحيون، واليهود) حرية ممارسة شعائرهم الدينية داخل الإمبراطورية العثمانية، في إطار سياسة التسامح التي كانت وراء نجاح امتداد الإمبراطورية، إذ أيدها الفلاحون في أوربا، بينما حذر (لوثر) من مساندة الفلاحين للسلطة العثمانية بدل خضوعهم للأمراء والنبلاء، كما استفاد العثمانيون من الانقسامات السياسية والدينية في أوربا، فاستغلوا هذه الانقسامات في وسط أوربا والبحر الأبيض المتوسط وإيبريا، فدعموا القوى المعارضة للبابوية ولأسرة (آل الهابسبورغ)، كما دعموا المورسكيين في الأندلس.
بمقتضى بعض المعاهدات، حصل الأوربيون على امتيازات متعددة، من بينها:
توجه البرتغاليون لاحتلال سبتة باعتبار أهميتها في طرق المواصلات التجارية البحرية وتجارة القوافل بين المشرق والمغرب، وكانت الدوافع وراء هذه الأطماع البرتغالية تجارية وإستراتيجية …، كما توجه البرتغاليون نحو المشرق العربي فتحكموا في سواحل البحر الأحمر والخليج العربي بهدف القضاء على دور الوساطة التجارية الإسلامية، والتحكم في تجارة المواد الأسيوية (التوابل، العطور …)، أما في تونس فقد حصل الاسبان على امتيازات تجارية ودينية داخل الدولة الحفصية، حيث فرض الإمبراطور الإسباني “شرلكان” على ملك تونس ضريبة سنوية، وعدم مساعدة الأتراك، والسماح بحرية ممارسة الشعائر الدينية للمسيحيين في تونس.
رغم التوسع السريع للإمبراطورية العثمانية وامتدادها في القارات الثلاث، إلا أنها سرعان ما عرفت تراجعا بفعل تزايد التدخل الأوربي.
عرض التعليقات
شكرا جزيلا لكم موضوع ملخص و رائع جدا أعجبني كثيرا وفقكم الله
شكرا جزيلا على هاده الدروس المفيدة
mrc boc pour cette nouVelle
شكرا جزيرا
Thank you for this information
Bon courage et merci pour cette information
في المستوى ولكنه غبر ملخص
الموضوع رائع لكنكم لم تحددو اسباب بداية التدخل الاوروبي وشكرا جزيلا
جزاكم الله خيرا واصلو فالموضع هائل و شكرا
انه جميل لكن لو كان ملخص اكثر لكان احسن
وفقكم الله ???