الموارد البشرية هي مجموع الطاقات البشرية التي يمكن تعبئتها لتحقيق التنمية في مختلف الميادين.
عرفت الساكنة المغربية نموا ديموغرافيا منذ منتصف القرن 20م، حيث دخل مرحلة الانفجار الديموغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي المرتبط بارتفاع الولادات وانخفاض الوفيات، لكن في السنوات الأخيرة تراجعت وثيرة النمو الديموغرافي، حيث شرع المغاربة في تطبيق سياسة تحديد النسل تحت تأثير المشاكل الاجتماعية والأزمة الاقتصادية، وقد ظل سكان الأرياف يشكلون الأغلبية إلى حدود نهاية الثمانينات، غير أنه منذ مطلع التسعينات انقلبت الوضعية، حيث شهد المغرب التحول الحضري وعرفت نسبة سكان المدن تطورا سريعا بسبب انتشار الهجرة القروية.
تتوزع الكثافة السكانية بالمغرب بطريقة جد متباينة، بحيث ترتفع في السهول والهضاب الأطلنتية بفعل ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية الأنشطة الاقتصادية، وترتفع أيضا في الريف بفعل قدم التعمير، في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في المناطق الصحراوية المتميزة بقساوة الظروف الطبيعية وهزالة الأنشطة الاقتصادية.
تمثل الفئات العمرية المتراوحة أعمارها بين 10 و24 سنة جزءا مهما من سكان البلاد، في نفس الوقت تشكل الساكنة النشيطة ( 15-59 سنة) القسم الأكبر من مجموع السكان، وتأتي بعدها فئة الصغار والأطفال، أما نسبة الشيوخ فهي ضعيفة، وبالتالي نستخلص فتوة الهرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبيعي في العقود السابقة، مما يطرح مشاكل في القطاعات الاجتماعية الأساسية (التشغيل، التعليم، الصحة، السكن، التغذية)، كما يلاحظ بأن نسبة الساكنة النشيطة في الوسط الحضري أكثر بقليل من نظيرها في الوسط القروي الذي يشهد نسبة بطالة أقل، كما يتبين بأن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب نظرا لتناقص فرص التشغيل خلال العقدين الأخيرين، وترتفع نسبة البطالة أيضا لدى الأشخاص ذوي الشهادات العليا مقارنة مع الأشخاص بدون دبلوم، وهكذا يشغل قطاع الفلاحة والغابات والصيد البحري أعلى نسبة 44.4%، تليها الأنشطة الإدارية والخدمات العمومية 19.4%، أما الصناعة تمثل 12% وتختتم اللائحة بمهن النقل والتخزين والاتصال بأقل من 4%.
تطور مؤشر التنمية البشرية تدريجيا في الفترة الأخيرة بفعل الجهود المبذولة وضمنها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، غير أن هذا المؤشر لم يرق إلى المستوى المطلوب، حيث يحتل المغرب الرتبة 124 عالميا، وتفسر هذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل الاجتماعية المتعددة، منها: ارتفاع نسبة البطالة والأمية وضعف الدخل الفردي ومعدل التمدرس وعدم كفاية الأطر والتجهيزات الصحية والمرافق الضرورية بالإضافة إلى أزمة السكن وسوء التغذية.
يختلف مؤشر التنمية البشرية حسب الجهات، حيث يرتفع في بعضها مثل جهة العيون بوجد ور الساقة الحمراء مقابل انخفاضه في جهات أخرى كالجهة الشرقية، وتعتبر خريطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لهذا التوزيع، كما يضعف مؤشر التنمية البشرية أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: هي ورش مفتوح باستمرار لتأهيل الموارد البشرية وتقوية التنافسية وإدراج إنعاش الاستثمار والمبادرة الخاصة والتصدير، انطلقت في ماي 2005م، وتضمنت ثلاث محاور رئيسية، هي:
كما يمكن تصنيف تدابير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى المجالات التالية:
يواجه المغرب صعوبات في تدبير الموارد الطبيعية والبشرية التي تتباين حسب الجهات، لهذا نهج سياسة إعداد التراب الوطني التي مهدت لها التقسيمات المجالية الكبرى.
عرض التعليقات
شكرا على كل شيئ تقدموه لنا فنحن كطلبة نقدر مجهوداتكم العظيمة والجبارة
هناك أخطاء إملائية
شكرا جزيلا لكم على المعلومات
شكرا على دعمكم ولله ولي التوفيق
شكرا لكم
Chokran lkom 3la hada lmajhod l3adim jazakomo laho khayran
شكرا على الدروس والله كتساعدني بزاااف