سأل فقير غنيا ذات يوم قائلا: لقد أعطاك الله المال لتتصدق به على الفقراء والمحتاجين، فلماذا لا تنفقه؟ فرد الغني قائلا: المال مالي، كسبته بعملي وعرق جبيني، وأنا حر في التصرف فيه.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.
[سورة الحديد، الآية: 7]
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ»
[أخرجه الترمذي]
أ – التعريف بسورة الحديد:
سورة الحديد: مدنية، عدد آياتها 29 آية، ترتيبها 57 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الزلزلة، بدأت السورة بفعل ماضي “سبح”، سميت بهذا الاسم لذكر الحديد فيها، وهو قوة الإنسان في السلم والحرب، وعدته في البنيان والعمران، هده السورة الكريمة تعتني بالتشريع والتربية والتوجيه وتبني المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة الصافية والخلق الكريم والتشريع الكريم.
ب – التعريف بعبد الله بن مسعود:
عبد الله بن مسعود: هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة، صحابي جليل، ;فقيه الأمة، وأحد الأوائل المهاجرين، حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر بقراءة القرآن، تولى قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان، تُوُفِّي عبد الله بن مسعود سنة 32 هـ بالمدينة.
المال في الإسلام مال الله، والإنسان نائب عنه في الإشراف عليه، قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾، ويشمل مفهوم المال كل ما له قيمة، وقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالمال فنظمت طرق تحصيله ووجهت سبل إنفاقه، وقد تحدث الرسول ﷺ عن المال وجعله نوعين: منه ما هو طيب ومنه ما هو خبيث، قال عليه السلام: «نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ».
يعتبر المال وسيلة أساسية لمعيشة الإنسان، وهو في نفس الوقت أداة فعالة لفعل كل أشكال الخير من صدقة أو زكاة أو نفقة في سبيل الله، لذا اهتم الإسلام به اهتماما كبيرا، ودعا إلى تنميته من خلال استثماره في كل المشاريع المشروعة التي تذر الخير والنماء على المجتمع الإسلامي، كما نهى عن كنزه.
حث الإسلام على تحصيل المال من طريق شرعي كالتجارة والفلاحة والصناعة والحرف والصيد والوظائف …، وحرم تحصيله بطرق غير شرعية كالغش، والرشوة، والربا، والاحتكار، والسرقة، والظلم، وتجارة المخدرات، والقمار، وتجارة الخمور …، كما دعا الإسلام إلى إنفاق المال في الطرق الشرعية دون إفراط ولا تفريط، كإنفاقه فيما يرضي الله عز وجل، وإنفاقه على الأهل والأولاد، والتصدق به على الفقراء والمحتاجين، وعدم تبذيره أو البخل به، ونهى عن البخل والإسراف والتبذير، قال تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾.
عرض التعليقات
merci beaucoup
شكرا 10000à
اريد تمارين في هذا الدرس
MERCI BEAUCOUP
الشكر الجزيل على المساعدة واطيب التمنيات
شكراً محفضتي
mmmeeerrrccciiii beaucoup
شكراً على المساعدة في هذا الموضوع {محفضتي}♥♡♥♡♥♡♥♡♥♡♥♡???
مطلوب تحديثه لاخر طبعة
Merci mihfadati