ظلت فلسطين خاضعة للإمبراطورية العثمانية حتى سنة 1920م، وهي السنة التي فرض فيها الانتداب البريطاني الذي تحالف مع الحركة الصهيونية لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
تبلورت الصهيونية على يد عدد من المفكرين اليهود، أمثال: «ليون بنسكر Léon Pinsker» الذي كان من أبرز الداعين إلى عقد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في مدينة «بال Bâle» السويسرية سنة 1897م، وكان من أخطر مقرراته هو الإعلان على أن الحركة الصهيونية تعتبر حركة سياسية ذات إيديولوجية استعمارية واستيطانية وتوسعية، هدفها إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وقد أعلن «تيودور هرتزل Theodor Herzl» بعد مؤتمر «بال Bâle» عن دعمه لتأسيس دولة لليهود على أرض فلسطين (أرض الميعاد)، كما كان لتصريح «كامبل بنرمان Campbell Bannerman» سنة 1907م حول ضرورة خلق كيان صهيوني غريب وسط العالم العربي لضرب السيادة العربية، فتم إصدار »وعد بلفور» سنة 1917م لتحقيق أطماع الصهاينة في فلسطين، وتشكلت المنظمة الصهيونية من عدة أجهزة، منها:
وهكذا تم الاستعداد لخلق وطن قومي لليهود منذ أواخر القرن 19م بدءا بالإعلان والتصريحات ووصولا إلى التأسيس الفعلي لدولة إسرائيل سنة 1948م.
فرض الانتداب البريطاني بموجب مؤتمر «سان ريمو» 1920م الذي خول عدة امتيازات سواء لبريطانيا أو لليهود:
تتمثل أهم أشكال التمركز في الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي كانت تشرف عليها الوكالة اليهودية، حيث ارتفع عدد المهاجرين بشكل كبير عقب أزمة 1929م وظهور النازية في أوربا، وكذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وتمثلت وسائل التمركز الصهيوني في السيطرة على الأراضي وإنشاء المستوطنات، والحصول على الجنسية الفلسطينية من طرف سلطات الانتداب البريطاني، ودخول الصهاينة في عملية التصنيع حيث تم انشاء أزيد من 4000 وحدة صناعية، والتي ساهمت في استيعاب الاستثمارات واليد العاملة اليهودية، وكذا تطبيق سياسة فلاحية تقوم على أساس رفع قيمة الضرائب وخفض الأسعار ومنع الفلاح من تسويق إنتاجه، وتهدف هذه السياسة إلى إرغام الفلاح على بيع أرضه للمستوطنين اليهود، وإنشاء »الاتحاد العام للعمال الهستدروت» سنة 1920م لتوطين المهاجرين وبناء الاقتصاد، بالإضافة إلى تأسيس مليشيات عسكرية للدفاع عن اليهود وتصفية الوجود العربي (الهاغانا، اركون، سترون)، ومنح امتيازات جمركية وضريبية لصالح اليهود من أجل تنمية مشاريعهم.
كانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها سلمية تعارض الاستيطان الصهيوني والانتداب البريطاني في فلسطين، حيث تميزت بالاحتجاجات وتأسيس عدة جمعيات للدفاع عن القضية الفلسطينية (الجمعية الخيرية الإسلامية، جمعية الإخاء والعفاف، جمعية مقاومة الصهيونية) مباشرة بعد وعد بلفور، وحرصت على توعية الفلسطينيين بمخاطر الهجرة اليهودية، وإنشاء اللجنة العربية العليا واللجنة الوطنية للمؤتمر الإسلامي، بالإضافة إلى معارضة المرأة الفلسطينية للصهيونية بعقدها أول مؤتمر نسائي 1929م، وكذا إفتاء العلماء بتحريم بيع الأراضي الفلسطينية في المؤتمر الأول لعلماء فلسطين سنة 1934م بقيادة الحاج محمد أمين الحسيني، وقد تحولت إلى مقاومة مسلحة انطلاقا من ثورة البراق 1929م عقب حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع عدد المهاجرين اليهود، ثم ثلثها ثورة القسام سنة 1935م، والثورة الكبرى في الفترة ما بين 1935 – 1939م، حيث قام الفلسطينيون بإضرابات عامة، وقاطعوا المنتوجات الصهيونية والإنجليزية، ودخلوا في مواجهة مسلحة ضد الصهاينة والإنجليز، ولتهدئة الأوضاع أصدرت بريطانيا قرارات عبارة عن وعود كاذبة تحت اسم «الكتاب الأبيض الأول» ثم «الكتاب الأبيض الثاني»، واقترحت في 1937م مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين.
ساهم الدعم الاقتصادي والمالي والعسكري الدولي خاصة الإنجليزي وبعده الأمريكي في بلورة المشروع الصهيوني لتيودور هرتزل بعد إعلان هيئة الأمم عن قيام دولة إسرائيل يوم 14 ماي 1948م، والذي تسبب في ميلاد الصراع العربي الإسرائيلي.
مصطلحات ومفاهيم |
|