لقد حث الله تعالى ورسول ﷺ المؤمنين على تلاوة القرآن وحفظه وتدبره، ووعد على كل ذلك بجزيل الثواب في الدنيا والآخرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل اخبرنا في أكثر من موضع على كون القرآن الكريم دستورا جامعا مانعا شاملا لمختلف جوانب الحياة، حيث قدم للبشرية عامة وللمسلمين خاصة حلولا جذرية لكل مشاكل الإنسان والعصر والمجتمع، بل هو نهاية الفكر الإنساني، فإذا كان هذا حالنا في فهم حاجتنا إلى القرآن في حياتنا اليومية، فلماذا ترى تغييب الناس للمنهج القرآني في تصرفاتهم وعلاقاتهم؟ وهل فقه المسلمون اليوم عظمة كتابهم؟ وكيفية النهل من درره وفضائله؟
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾.
[سورة الأنعام، الآية: 38]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾.
[سورة الزمر، الآية: 18]
سورة الأنعام: مكية ماعدا الآيات: 20، 23، 91، 93، 114، 141، 151، 152، 153 فمدنية، وعدد آياتها 165 آية، وهي السورة السادسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الحجر”، سميت بهذا الاسم لورود ذكر الأنعام فيها، يدور محور السورة حول القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والإيمان.
سورة الزمر: مكية ماعدا الآيات: 52، 53، 54 فمدنية، وعدد آياتها 75 آية، ترتيبها 39 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة سبأ”، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من آهل الجنة، وزمرة الأشقياء من آهل النار، وقد تحدثت عن عقيدة التوحيد بإسهاب حتى لتكاد تكون هى المحور الرئيسي للسورة الكريمة.