كثيرا ما نجد المنابر الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي تتحدث عن تفشي ظاهرة العنف والكراهية والانتقام في بعض الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية (المدارس، بين الأزواج، والأقارب، والعائلات …)، ما يدل على غيابٍ شبه تام لثقافة العفو والتسامح؛ لكون هذه الأخيرة لا تنم – حسب زعمهم – إلا عن إهانة وضعف، معتقدين أن العفو والتسامح يعنيان التنازلَ عن الحقوق والمبادئ والمعتقدات، وترك الفرصةِ سانحة أمام الآخرين للنيل منهم، ولا يعتبرون العفو عفوا والتسامح تسامحا إلا إذا كان المتصف بهما في موقف قوة، والطرف الآخر في موقف ضعف مع الاعتراف بالخطأ، وما سوى ذلك فضعف وإهانة، وإيماننا بالله تعالى يرفض ذلك.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 92]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
[سورة آل عمران، الآيتان: 133 – 134]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ».
[أخرجه الإمام مسلم في صحيحة، كتاب: البر والصلة والآداب]
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
لكم جزيل الشكر على مجهوداتكم و فوائدكم التي تقدمونها 🦋✨
شكرا درس جميل و قد نفعني هاد الاختصار شكرا محفظتي و كل طاقم الادارة ❤