درس التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة للجذع المشترك علوم

II – الإطار المجالي لموضوع البرنامج:

يركز موضوع البرنامج على مجال محدد وهو العالم المتوسطي (أي الصفحة الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط)، وهو يتكون من ثلاث كيانات وحضارات كبرى تميزت بتنوع في تقاليدها وثقافاتها (الغرب الأوربي، والعالم الإسلامي، والكون الاغريقي)، وكنتيجة للامتدادات التاريخية للفترة المدروسة أصبح المجال المتوسطي أكثر شساعة، بحيث شمل العالم الجديد (أمريكا، أفريقيا الجنوبية، إضافة الى مناطق جديدة بآسيا).

III – السياق التاريخي للفترة المدروسة:

الحداثة: يقصد بها سيرورة تاريخية تعكس التحولات التي تعيشها المجتمعات، بانتقالها من أنماط تقليدية إلى أنماط أخرى عصرية فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتقنيا، وقد عرف ميزان القوى بين أوربا الغربية والعالم الإسلامي ما بين القرنين 15 و18م تطورا متباينا، فخلال القرنين 15 و16م عاشت أوربا الغربية تحولات مختلفة (اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وفكرية، وتقنية)، واتجهت في اتجاه إرساء وبناء الحداثة، أما العالم الإسلامي، فبدوره عاش مجموعة من التحولات وذلك في اطار التقليد، رغم أنه عرف بداية الانكماش، وبالتالي فميزان القوى خلال هذه المرحلة بقي متوازنا. أما خلال القرنين 17 و18م فأوربا الغربية استمرت في تحولاتها المختلفة لترسيخ وتثبيت الحداثة، في الوقت الذي حاول العالم الإسلامي فيه القيام بإصلاحات لكنها ظلت محدودة واستمرت معها الأزمة، مما نتج عن ذلك اختلال في التوازن بين أوربا الغربية والعالم الإسلامي، انتهى بخضوعه لهيمنتها.

خاتمة:

أدت التحولات العامة للعالم المتوسطي ما بين القرنين 17 و18م إلى اختلال التوازن والهيمنة على العالم الإسلامي، واتجاه أوربا نحو ترسيخ الحداثة، فأين تتجلى أهم التحولات الفكرية والعلمية والتقنية التي عرفتها أوربا الغربية؟

رابط التحميل من موقع البستان

24 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *