IV – أهم الإصلاحات التي قام بها المغرب لمواجهة الضغوط الاستعمارية، وأسباب فشلها:
1 – مظاهر الإصلاحات المغربية خلال 19م:
لعب السفير الإنجليزي «جون دراموند هاي» دورا أساسيا في تنفيذها، ومنها:
- الإصلاحات العسكرية: بناء نواة جيش وطني عصري بعد هزيمتي «إيسلي» وحرب تطوان اعتمادا على خبرة الأوربيين والعثمانيين لتدريب الجيش المغربي، كما تم استيراد الأسلحة من الخارج وتصنيع بعضها محليا بفاس ومراكش، إضافة إلى إرسال البعثات الطلابية لدراسة الفنون العسكرية بأوربا (الخارج).
- الاصلاحات الاقتصادية والمالية: شجع السلطان محمد بن عبد الرحمان زراعة القطن وقصب السكر وتصنيع جزء منهما محليا، واقتناء الآلات الفلاحية من إنجلترا، ومد الفلاحين بالبذور، كما اهتم بصناعة الورق واستغلال مناجم الفحم، كما قام بسك عملة نقدية جديد من الفضة والنحاس دون الذهب لمعادلة سعرها بسعر الريال الإسباني مع المثقال المغربي، كما ثم فرض «ضريبة الموكوس»، وفي عهد الحسن الأول قام المخزن بفرض «ضريبة الترتيب».
- الاصلاحات الإدارية والتعليمية: في عهد المولى عبد الرحمان تم إصلاح شؤون المراسي بهدف الرفع من المداخيل الجمركية، ومحاربة الفساد والتهريب، كما تم إصلاح الإدارة المحلية والإدارة المركزية وإنشاء مجموعة من الوزارات، كما اهتم العلويون خاصة المولى الحسن الأول بإصلاح التعليم، وذلك من خلال إنشاء المدارس وتطوير المناهج وتنويع المواد المدرسية، إضافة إلى إرسال بعثات طلابية للدراسة إلى أوربا من أجل تلقي العلوم العربية، وتسلم مناصب عليا لتسيير شؤون البلاد.
2 – آلت هذه الإصلاحات إلى الفشل بفعل نوعين من العوامل:
- عوامل خارجية: تتمثل في عرقلة الأوربيين لهذه الإصلاحات، وتزويد المخزن بسلع فاسدة
- عوامل داخلية: من أبرزها تزايد عدد المحميين، ومعارضة الإصلاح من طرف فئات عريضة من المجتمع كزعماء القبائل والزوايا والفقهاء والتجار والأعيان (الذين رفضوا تجنيد أبنائهم)، وعناصر الجيش التقليدي (جيش البخاري وقبائل الكيش)، بالإضافة إلى حدوث بعض الكوارث الطبيعية.
خاتمة:
نستنتج أن المغرب قام بعدة محاولات إصلاحية لمواجهة الضغوط الاستعمارية الأوربية، لكن الظروف الداخلية والخارجية أجهضت هذه الإصلاحات. فيا ترى ما مصير المغرب بعد فشل جهوده من أجل الحفاظ على الاستقلال؟
مصطلحات ومفاهيم |
- الضغوط الاستعمارية: هي مجموع الضغوط العسكرية والدبلوماسية التي فرضت على المغرب خلال القرن 19م من طرف مختلف الدول األوربية من أجل التمهيد لعملية غزوه واحتلاله.
- مولاي عبد الرحمان بن هشام: سلطان علوي حكم المغرب ما بين 1822-1859م، عرفت فترة حكمه عدة ضغوطات مثل معركة ايسلي ومعاهدة للا مغنية …
- مولاي عبد الحسن بن محمد: سلطان علوي حكم المغرب ما بين 1873-1894م، يعتبر من خيرة السلاطين المغاربة، دشن عدة إصلاحات لمواجهة الضغوط الاستعمارية.
- الحماية الفردية (القنصلية): الحماية التي كان بعض ممثلي الدول الأروبية يمنحونها لبعض المغاربة المتعاملين معهم خلال القرن 19م، والتي تطورت إلى اعفاء المحميين من واجبات الضرائب، وأحيانا من متباعة القضاء الشرعي الإسلامي.
- مؤتمر مدريد: جاء بطلب من سلطان المغرب مولاي الحسن الأول في دعوة وجهها للدول الأوروبية ذات المصالح بالمغرب، للنظر في مشكل الحماية القنصلية التي باتت تشكل خطرا على السيادة المغربية.
- ضريبة الترتيب: هي ضريبة غير فرضت على الفلاحين بالمغرب كيفما كانت جنسيتهم.
- ضريبة المكوس أو ضريبة الأسواق: وهي ضريبة يؤديها التجار على سلعهم الداخلة إلى الأسواق.
- ماكينزي: ممتل شركة شمال غرب أفريقيا، ربط علاقات تجارية مع بعض سكان الأقاليم الصحراوية منذ سنة 1876م بهدف فرض المصالح البريطانية في المنطقة.
- جون دراموند هاي: قنصل بريطانيا العام بطنجة خلال الفترة الممتدة من 1845م إلى 1886م، لعب دورا أساسيا في الإصلاحات التي شهدها المغرب في النصف الثاني من القرن 19م.
|
عرض التعليقات
12/06/2022 باقي تلتيام علي الجيهاوي الله يوفقك
بالتوفيق انشاء الله
توقيع معاهدة الصلح كانت سنة 1860 م
شكرا على الشرح المفصل
المرجو تصحيح الخطأ : تم توقيع معاهدة للا مغنية سنة 1845 و ليس 1844
شكرا جزيلا لك أختنا الكريمة سلمى على التنبيه، وقد تم تصحيح الخطأ وإضافة روابط خارجية لمن يرغب في الاستزادة.
بالتوفيق.
شكرا جزيلا على الشرح المفصل و الرائع
شكراااا على التفصيل و التوضيح
بصراحة الدرس مفصل وسهل
شكراااا مرة اخرى
المرجو تصحيح الخطء (معركة ايسلي سنة 1844)
شكرا لك وئام على التنبيه، وقد تم تصحيح الخطأ.
مع تحياتنا الخالصة لك.