تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – شرح الحديث مع بيان أوصاف السبعة الذين يظلهم الله تعالى:
السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله يجمعهم أنهم يجدون لذة وحلاوة الإيمان، فعملوا ما عملوا إرضاء لله وخشية منه هذا مما يمن الله به على عباده المؤمنين، وفي ذلك اليوم العظيم حيث يكون الناس في كرب وشدة، إلا هؤلاء فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهؤلاء السبعة هم:
- الإمام العادل: وهو كل من تحمل مسؤولية ما وحكم بالحق وأعطى لكل ذي حق حقه في جميع القطاعات، ويدخل في هذا الباب الحاكم والقاضي والمدير …
- شاب نشأ في طاعة الله: هو الشاب الذي وفقه الله عز وجل لعبادته، فراقب الله في سره وعلانيته، فلم تغلبه الشهوة فكان في مستوى النجاح لهذا الابتلاء، فالشباب هم عمدة المجتمع خاصة والأمة قاطبة فبصلاحهم يصلح المجتمع.
- رجل تعلق قلبه بالمساجد: المساجد بيوت الله، ومجتمع المسلمين، ومناط وحدتهم، واجتماع كلمتهم فيقع التآزر والتكافل الاجتماعي، فمن تعلق قلبه بالمساجد واجتهد في حضور الصلوات المكتوبة وحضور حلق العلم والذكر بها، أكرمه الله بأن جعله من هؤلاء السبعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.
- رجلان تحابا في الله: المراد أن الذي جمع بينهما هو الحب في الله، وتفرقا عليه كذلك فلم يقطعهما عارض دنيوي، فالمتحابون في الله لا مصلحة تحركهم بل تحركهم محبته سبحانه، فيحبون الخير لبعضهم ولغيرهم مما سينعكس على مستوى العلاقات الاجتماعية، فأخوة الدين أقوى آصرة تجمع كيان المجتمع وتؤلف بين بمختلف ألوانهم وأعراقهم.
- رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله: وهنا تظهر قيمة العفة ودورها في صيانة المجتمع وحفظ الأعراض والأنساب، وهي من أشد الابتلاءات التي تعرض لها سيدنا يوسف عليه السلام الذي تعفف فعصمه الله وتولى أمره.
- رجل تصدق بصدقة فأخفاها: وهي كل ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، سواء كان فرضا كالزكاة أو تطوعا، وهنا تظهر قيمة الكرم والإحسان ودورهما في تماسك المجتمع وتآلفه وانعدام الحقد والحسد وغيرها بين أفراده، فالإنسان الكريم الذي يتصدق ويخفي صدقته حتى لا يراها الناس تجنبا واحترازا من الوقوع في الرياء أو السمعة.
- رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه: ذكر الله في الخلوة بالمناجاة والابتهال، بحيث لا يكون عنده أحد وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الرياء، فقيمة الخشوع والخشية حالة لا يعرفها إلا الصادقون، وهذا سيؤثر على سلوكاتهم وحسن سريرتهم فتكون دافعا لهم في المسارعة إلى الخيرات وخدمة المجتمع والحديث يشمل الرجال والنساء أيضا.
II – التحلي بأوصافهم من صلاح المجتمع وسبب في استقراره:
إذا كان التحلي بالأوصاف السابقة سبيل لنيل الأمان من الله عز وجل والتنعم بظله يوم القيامة، فإنها أيضا مفتاح لإصلاح المجتمع واستقراره لأنها موجهة لأفراد المجتمع في كل تجلياته، لما فيها من نشر المحبة واستقرار العلاقات بين الناس وتحقيق التكافل والشعور بالأمان وإنشاء مجتمع فاضل أساس أفراده التعفف وخوف الله والعدل والاستقامة والدعوة للخير والأمر بالمعروف.
اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 2 من 3.
💕🌹شكرا لكم كتيرا أفدتوني كتيرا جزاكم الله خيرا وبركة❤️❤️🌹
من اجمل المواقع
jamil