لقد حرص الاسلام على رعاية صحة المسلم وسلامته من الأمراض، حتى يكون قادرا على القيام بالتكاليف الشرعية والأعمال الدنيوية، وجعل حفظ الجسم من الضروريات الخمس.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾.
[سورة المؤمنون، الآية: 62]
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ».
[سنن أبي داود]
أ – التعريف بسورة المؤمنون:
سـورة المؤمنون: مكية، عدد آياتها 118 آية، ترتيبها 23 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الأنبياء، بدأت بأسلوب توكيد “قد أفلح المؤمنون”، سميت بهذا الاسم تخليدا للمؤمنون، وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في جنات النعيم، وهي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث.
ب – التعريف بأبي الدرداء:
أبو الدرداء: لقبه عويمر، واسمه مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء ابنته كنى بها، فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف إلا بها، صاحب ﷺ، كان آخر الأنصار إسلامًا، يلقب بحكيم الأمة، أسلم يوم بدر، كان تاجرا في المدينة المنورة، وهو أحد الذين جمعوا القرآن الكريم على عهد النبيﷺ، ولاه معاوية بن أبي سفيان قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب، توفي أبو الدرداء الأنصاري عن عمر يناهز 72 عام حيث توفي عام 32 هجرية بمدينة الإسكندرية في مصر في عهد خلافة عثمان بن عفان.
تقوم الشريعة الإسلامية على مبدأ التيسير واجتناب التعسير، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾، إذ من خلال استقصاء الأحكام الشرعية نجد أن الله تعالى لم يكلف عباده بما لا يطيقون أو بما هو فوق طاقتهم وقدرتهم، قال تعالى: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾، وحث على الأخذ بالرخص، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ»، فرخص بالتيمم عند فقد الماء أو العجز عن استعماله، ورخص بتقصير الصلاة بالنسبة للمسافر، وتناول المحظور عند الضرورة، ورخص في إفطار المريض خوفا من تفاقم مرضه، وأباح للجنب ترك الغسل إذا خشي على نفسه الهلاك …، قال جل علاه: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.
يقصد بالرعاية الصحية العناية بالحالة الصحية لأبناء المجتمع، وتوفير العلاج لهم، وتهيئ أفضل الأطباء وأرفعهم لعلاج السكان، لأن الصحة غنيمة يجب استغلالها في طاعة الله وحمايتها من الأمراض.
يعتبر الرسول ﷺ أول من أمر بالمستشفى الحربي المتنقل، أشرفت عليه امرأة تدعى رفيدة في مسجد كانت تداوي فيه الجرحى، وقد اجتهد العلماء والأطباء في البحث عن الأدوية وتشخيص الأمراض، فبرز في علوم الصيدلة البيروني، وفي علم الطب الرازي وابن سينا وابن رشد، وقد كانوا أساتذة العالم في أيامهم، كما اهتم المسلمون ببناء المستشفيات وتزويدها بالأدوية والتجهيزات وما يضمن الراحة للمرضى، فظهرت أولى المستشفيات في قرطبة وبغداد في القرن الثاني الهجري، وتعكس هذه المجهودات عناية المسلمين بالصحة ووعيهم بأهميتها وتقديرهم لدورها في تعمير الدنيا وإصلاح البلاد والعباد والمؤمن، القوي خير من المؤمن الضعيف.
اعتبر المسلمون الرعاية الصحية من أهم حقوق الفرد في المجتمع بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر ببعض أهل الذمة بالشام وقد أصيبوا بالجذام، فأمر بأن ترفع عنهم الجزية وأن تعطى لهم نفقة من بيت المسلين تمكنهم من التداوي والعلاج.
عرض التعليقات
جيد
مفهوم العاية الصحية
هي العناية بالحالة الصحية لأبناء المجتمع وتوفير العلاج لهم وتهييئ إفضل الأطباء وأرفعهم لعلاجزالسكان لأن الصحة غنيمة يجب إستغلالها في طاعة الله وحمايتها من الإمراض
قال رسول الله في الصلاة ≤«حافضووعلى الصلوات والصلاة الوسطى وقومو الله قانتين» وقال الله تعالى «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا»
Thank you that site
muchas grasias
شكرًا
cv bon qui partager ça
c'est bon