لو كان لأحد أن يستغني عن التشاور والأخذ بالرأي السديد، لاستغنى النبي ﷺ بالوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عنه، إلا أن الرسول ﷺ كان يستشير أصحابه، ويعرض الرأي على الرأي حتى يقف على عين الصواب، وكان المسلمون يبدون آراءهم بكل حرية، وأحيانا يخالفونه، وسار خلفاء النبي ﷺ على سيرته في التشاور، وعلى الرغم من الفاصل الزمني الذي يفصلنا عنه، لأشبه ما يكون بهذه الجلسات البرلمانية التي تعرض فيها الحكومات على ممثلي الأمة قضية من القضايا.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآيات: 58 – 61]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
[سورة آل عمران ، الآية: 159]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.
[سورة الشورى، الآيات: 36 – 40]
سـورة آل عمران: مدنية، وعدد آياتها 200 آية، وهي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الأنفال”، سميت بهذا الاسم لورود ذكر قصة أسرة “آل عمران” والد مريم أم عيسى عليهما السلام فيها، وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم لعيسى عليهما السلام، وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين، هما: ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا، وركن التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.
سورة الشورى: مكية، ماعدا الآيات 23، 24، 25، 27 فمدنية، عدد آياتها 53 آية، ترتيبها 42 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة فصلت”، سميت بهذا الاسم تنويها بمكانة الشورى في الإسلام، وهي تعالج أمور العقيدة، والمحور الذي تدور عليه السورة هو الوحي والرسالة.
عرض التعليقات
شكرا جزيلا ،و الله دائما أستَفيد من موقعكم، جزاكم الله خيراً
وتبارك الله تبارك الله وسافي
جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه
بارك الله فيكم شكرا جزيلا على المعلومات فاستفدت من هدا الدرس
xokran